منتخبنا يفرض منطقه في كأس آسيا ويلوح للمستقبل
حلب- محمود جنيد
توقفت رحلة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم الاستثنائية عند حدود الدور ثمن النهائي من بطولة كأس آسيا، ليترجل عن راحلته ويعود إلى مضاربه مرفوع الرأس بعد أن قاتل حتى الرمق الأخير، ولم يخرجه المنتخب الإيراني المصنّف بين كبار آسيا إلا بركلات الترجيح.
منتخبنا وبحضوره المشرّف في قطر، فرض منطق التناقض، إذ بارك الجميع صنيعه، ذلك لأن اللاعبين لم يبخلوا بأي جهد أو قطرة من عرق في الميدان، وأعادوا للكرة السورية شيئاً من هيبتها المفقودة وماء وجهها المراق بإنجاز التأهل التاريخي إلى الدور الثاني ومقارعة المنتخب الإيراني المرشح للقب قبل الخروج من الباب الواسع.
وبالعودة إلى المباراة، فقد كان الحضور الحقيقي وردّة الفعل لمنتخبنا بعد التبديلات في الشوط الثاني التي حركت المياه الراكدة بعد شوط أول غابت فيه المبادرة الهجومية، واتضح الانغلاق والتوجّس من المنافس الذي انعكس على الأداء، بدليل ركلة الجزاء المجانية التي اقترفها قلب الدفاع المميز أيهم أوسو وكانت غلطة الشاطر التي كبدتنا هدفاً، واصل بعده المنتخب الإيراني في الشوط الثاني ضغطه وخطورته للتخليص لولا حضور حارسنا المدنية الذي أنقذ جميع المواقف الحرجة وكان السدّ العالي المنيع الذي تصدّى للخطر وأعاد منتخبنا للمباراة!.
دخول بابلو صباغ وعلاء الدالي أحدث منعطفات في المباراة، إذ صنع الأول ركلة الجزاء التي عدّل من خلالها التاريخي عمر خريبين النتيجة، وكبّد الثاني المنتخب الإيراني خسارة أحد أهم عناصره بتسبّبه بطرد مهدي طارمي، الأمر الذي أعطى منتخبنا الأريحية والأفضلية العددية، وحرّره من الضغط لينطلق ويتقدّم ويفرض حضوره الذي كان ينقصه استثمار المواقف التي حدثت لصالحه، والاستفادة من صدمتي هدف التعادل والطرد، واستغلال الزيادة العددية بتسجيل هدف الحسم والتأهل الذي كان بالمتناول.
بالنتيجة فقد كان للمنتخب ما أراد في البطولة بأن سجل تأهله غير المسبوق إلى الدور الثاني، وفرض احترامه على آسيا، وأظهر تطوراً وتحسناً يمكن البناء عليه في المستقبل القريب (التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم وآسيا المقبلتين)، والبعيد من خلال بلورة الأفكار التي نجحت والتأسيس لبناء أقوى للكرة السورية.
أما المدرّب كوبر وللأمانة، فقد ردّ على منتقديه بصورة عملية في الملعب وحقق ما لم يستطع مدرّب قبله تحقيقه.