وقف العدوان شرط لوقف التصعيد
تقرير إخباري
بينما تستمرّ واشنطن في تسليح وتمويل العدوان الإسرائيلي على غزة والضلوع في الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الفلسطينيون هناك، يزعم خطاب البيت الأبيض أنه يركّز على منع انتشار الحرب إلى كامل المنطقة.
والدليل على ذلك تصرّفات إدارة جو بايدن في اليمن والبحر الأحمر، وإقدامها على شنّ عدوانها السافر على اليمن. فبعد وقت قصير من بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 تشرين الأول، شنّت اللجان الشعبية اليمنية سلسلة من الهجمات على السفن التجارية التي لها علاقة بالكيان الإسرائيلي، على طرق الشحن في البحر الأحمر والمناطق المحيطة به، وأعلنت أن هجماتها تنفّذ لدعم سكان غزة وستستمر حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
إثر ذلك، بدأت شركات الشحن والتأمين في تحويل سفن الحاويات الكبيرة من البحر الأحمر إلى طريق أطول حول إفريقيا، ما أدّى إلى إطالة أوقات وتكاليف النقل البحري العالمي. ومن المرجّح أن يسبّب هذا التغيير في المسار مشكلاتٍ خطيرة للبلدان في جميع أنحاء العالم التي تعتمد على ممرات الشحن العالمية لتصدير واستيراد كل شيء.
ففي اليوم التالي لعملية “طوفان الأقصى” التاريخية، أرسلت الولايات المتحدة مجموعة كاملة من حاملات الطائرات إلى المنطقة، وسرعان ما انضمّت إليها مدمّرتان أخريان وأسطول من السفن الحربية الإضافية من عشر دول.
وفي 31 كانون الأول، استخدمت الولايات المتحدة طائرات هليكوبتر حربية لإغراق زوارق هجومية للجان الشعبية في البحر الأحمر، ما أسفر عن استشهاد 10 مقاتلين يمنيين. وبعد أقل من أسبوعين، شنّت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، عدوانهما الوحشي على اليمن حيث استهدفت طائراتهما 28 موقعاً في اليمن، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن خمسة يمنيين وإصابة ستة آخرين.
بشكل عام، يتصاعد العنف بسرعة في هذه المنطقة المتوترة بالفعل والمدجّجة بالسلاح، لكن فكرة وجود حل عسكري فعّال لهذه المشكلة هي فكرة خيالية، والمطلوب هو دبلوماسية جادة تبدأ بالاعتراف بأن العدوان الإسرائيلي على غزة والدعم الأميركي لهذه العدوان هما من الأسباب التي تثير الغضب في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وأن هذا الغضب يمتدّ إلى أعمال عنف انتقامية في اليمن والبحر الأحمر، ويجب أن تبدأ هذه الدبلوماسية بالدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار لإنهاء المجازر اليومية في غزة.
وبغية التوصّل إلى هذا الهدف، لا بدّ من دبلوماسية عاجلة، ذلك أن وقف العدوان الإسرائيلي على غزة يشكّل العمود الفقري لأيّ جهد يرمي إلى قمع العنف الذي تغذيه الولايات المتحدة وحلفاؤها في محاولة يائسة للحفاظ على هيمنتها على منطقة الشرق الأوسط، ومواصلة سيطرتها على مواردها وثرواتها الطبيعية ونهبها، بمعنى أنه لا يوجد حل عسكري للتصعيد العسكري في الشرق الأوسط.
هيفاء علي