البعثة الروسية في مجلس الأمن تطالب باجتماع طارئ على خلفية العدوان الأمريكي على سورية والعراق
موسكو-سانا
طالبت البعثة الروسية في مجلس الأمن الدولي اليوم بعقد اجتماع طارئ للمجلس على خلفية العدوان الأمريكي الذي طال المرافق العامة والخاصة في الأراضي السورية والعراقية.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، ديمتري بوليانسكي قوله: “طلبنا للتو اجتماعاً عاجلاً لمجلس الأمن الدولي بما يتعلق بتهديدات السلام والأمن الناجمة عن الضربات الأمريكية على سورية والعراق”.
وأضاف بوليانسكي: “إن غيانا التي تترأس المجلس تخطط أن يتم تحديد الاجتماع في الخامس من شباط”.
وفي السياق ذاته قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان نشر على موقعها الرسمي اليوم: “ندين بشدة هذا العمل الصارخ الجديد للعدوان الأمريكي البريطاني ضد دول ذات سيادة ونسعى إلى النظر بشكل عاجل في هذا الوضع الناشئ من خلال مجلس الأمن الدولي”.
وأوضح البيان أن “الضربات الجوية الأمريكية التي شملت قاذفات إستراتيجية في أنحاء من العراق وسورية، والتي دمرت وألحقت أضراراً بعشرات المنشآت، وقتلت مدنيين، أظهرت مرة أخرى للعالم الطبيعة العدوانية للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وتجاهل واشنطن الكامل للقانون الدولي”.
وأضاف البيان: إن “واشنطن التي تثق بإفلاتها من العقاب تواصل زرع الدمار والفوضى في الشرق الأوسط، ما يعني أن الغارات الجوية الأمريكية مصممة خصيصاً لزيادة تأجيج الصراع في المنطقة”، محذراً من مخططات واشنطن المتعمدة لزج دول المنطقة في هذا الصراع.
واستنكر البيان “المشاركة المطيعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في الهجمات الأمريكية”، مشيراً إلى حماسة لندن في دعم الأعمال الاستفزازية الصرفة لواشنطن.
كما أكدت الخارجية الروسية في بيانها أن العدوان الأمريكي على مناطق في سورية والعراق ليس له أي مبرر، واصفة إياه بأنه “محاولة لاستعراض العضلات بهدف التأثير على الوضع السياسي الداخلي في أمريكا، والرغبة في تصحيح المسار الفاشل للإدارة الأمريكية الحالية على الساحة الدولية”.
وبينت الخارجية الروسية أن “الأحداث الأخيرة تؤكد أن الولايات المتحدة لم ولن تبحث قط عن حلول للمشاكل في المنطقة، وأن ازدياد التناقضات في الشرق الأوسط يناسب واشنطن”، مشيرة في هذا الصدد إلى “هوس الأمريكيين بخلق بؤر التوتر من فنلندا إلى قناة السويس ومن ليبيا إلى أفغانستان بعيداً عن حدودهم”.
إلى ذلك أكد محللان روسيان أن العدوان، يمثل خرقاً فاضحاً لأحكام القانون الدولي، وعدواناً على بلدين مستقلين يتمتعان بالسيادة.
وقال نائب رئيس رابطة الدبلوماسيين الروس السفير أندريه باكلانوف: إن “هذه الأعمال تعني عملياً أن الأمريكيين يسمحون لأنفسهم باختيار أهداف لضربها في أي بلد من بلدان العالم”، مشدداً على أنه حان الوقت كي يتوحد الجميع لإيقاف الأمريكيين ودحض ادعاءاتهم وحججهم.
ولفت باكلانوف إلى أن السبيل لحل هذه القضية يقوم على انسحاب الوجود الأمريكي غير الشرعي من المنطقة والتوقف عن نهب الثروات الطبيعية للشعب السوري وبذلك فإن ذرائعهم واهية وغير واقعية بخصوص الهجمات على قواعدهم.
واعتبر باكلانوف أن “أعمال الأمريكيين و”إسرائيل” بشكل عام تزيد من التصعيد وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط ولا بد من بذل جهود كبيرة حالياً لإعادة الوضع في المنطقة إلى حالته الطبيعية”.
بدوره أكد رئيس قسم الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق الروسي البروفسور بوريس دولغوف أن اعتداء الولايات المتحدة على مواقع في سورية والعراق يتسم بالعدوانية ضد دولتين تتمتعان بالسيادة.
وأوضح دولغوف أن وجود القوات الأمريكية في الأراضي السورية يفتقر إلى الشرعية وهو غير قانوني لأنه تم دون ترخيص من الأمم المتحدة ودون موافقة الحكومة السورية الشرعية.
وأضاف المحلل الروسي إن هذه الأعمال تنتهك جميع قرارات الشرعية الدولية وهي عدوان موصوف يستحق الشجب والإدانة من قبل الأسرة الدولية، مشيراً إلى أن هذه الاعمال ليست الأولى ضد سورية حيث تواصل “إسرائيل” أيضاً القيام بمثل هذه الأعمال العدوانية، وهذا ما يستدعي القيام بتدابير مناسبة لتنفيذ مطالب الحكومة السورية بسحب قوات الاحتلال الأمريكي ووقف الاعتداءات على أراضيها.