فيسبوك يتحول إلى منجم ذهب للإستخبارات الغربية
البعث – تقارير
كثرت في الآونة الأخيرة التبليغات التي قدّمها العديد من المستخدمين لـ”فيسبوك”، بسبب حجبه المحتوى الفلسطيني، والمحتوى المتعلق بحركات المقاومة على امتداد المنطقة، مقابل تعويم المحتوى الإسرائيلي، على الرغم من أنه يشمل تحريضاً على القتل، وهذه ليست الحادثة الأولى التي تبرهن تبعية التطبيق للسردية الغربية والصهيونية وغيرها من السرديات التي تهدف إلى السيطرة على الشعوب ونهبها واستعمارها بشتى الوسائل.
وكشفت وكالة “سبوتنيك” الروسية، في تقرير نشرته بمناسبة مرور 20 عاماً على إطلاق تطبيق “فيسبوك”، أنّ المنصة المملوكة لمارك زوكربيرغ، أصبحت اليوم، “أداة رئيسية للتلاعب والهندسة الاجتماعية والسيطرة من قبل الدولة العميقة والشركات الكبرى ووكالات الاستخبارات الغربية”.
وذكرت “سبوتنيك” في تقريرها التي جمعت فيه، معلومات بشأن بنية المجمع الصناعي للرقابة على فيسبوك، أنّ المنصّة، التي انطلقت عام 2004، بدأت كدليل متواضع للمعلومات لطلاب الجامعات، لتصبح منصة التواصل الاجتماعي الأولى في العالم، وعملاقاً تكنولوجياً، مع أكثر من 3 مليارات مستخدم نشط شهرياً، وقيمة سوقية تزيد عن تريليون دولار.
ومع بلوغ التطبيق 20 عاماً على تأسيسه، أصبحت صورة التطبيق أكثر قتامة بفعل التلاعب والبرمجة الاجتماعية والرقابة، والمحاولات للسيطرة على السرد من قبل الحكومات الغربية والشركات الكبرى وأجهزة الاستخبارات؛ فمع قيام الأميركيين والأوروبيين وغيرهم في جميع أنحاء العالم بإنشاء حسابات على التطبيق، وتقديم معلومات خاصة طوعاً، كانت الشركات ووكالات الاستخبارات ستدفع ثروة للحصول عليها قبل بضعة عقود فقط، أدركت القوى العالمية بسرعة أهمية جمع هذه المعلومات، وهندسة هذا الشكل الجديد من التفاعل البشري عبر الإنترنت.
ونقل تقرير “سبوتنيك” عن ريان هارتويغ، المؤلف المشارك لكتاب “وراء قناع الفيسبوك”، يوثّق هارتويغ كيف شهد، أثناء عمله كمشرف محتوى في “فيسبوك” خلال العقد الأول من القرن الـ 21، تحوّلاً مثيراً للقلق للمنصة بعد الانتخابات الأميركية عام 2016، حيث تحوّل إلى أداة لقمع وجهات النظر المحافظة بشكل منهجي مع رفع مستوى وجهات النظر الليبرالية.
“وليس المحافظون هم الوحيدين الذين تستهدفهم رقابة عملاق وسائل التواصل الاجتماعي، مع الجماعات اليسارية غير الليبرالية، ومنتقدي المجمع الصناعي العسكري الأميركي، وشركات الأدوية الكبرى، وشركات التكنولوجيا الكبرى، وغيرها من قوى النخبة التي تدير أميركا وجزءاً كبيراً من العالم، إذ إنّ العالم يقع ضحية أيضاً”، بحسب التقرير.
وذكر التقرير أنّ “الأمثلة الموثّقة للرقابة التي يمارسها فيسبوك تشمل حجب انتقادات سياسة الهجرة الأميركية والأوروبية، وسياسات المناخ، واللقاحات وتفويضات اللقاحات، وانتقاد فيسبوك نفسه، وتقلبات السياسة الخارجية الأميركية، مع حذف المنشورات المتعلقة بهذه القضايا في بعض الأحيان بشكل مباشر، ولكن المزيد غالباً ما يتم إخفاؤها أو تشويهها من دون إعلام المستخدمين باستخدام خوارزمية النظام الأساسي المعقّدة وغير مفتوحة المصدر”.
وبالتزامن مع هذه الأمثلة من الرقابة التي يمارسها “فيسبوك”، وجّه المشرفون إلى تجاهل التقارير المقدمة من المستخدمين الذين يدرجون كلام المذيع في الـ “سي أن أن”، دون ليمون، بأنّ “الرجال البيض هم أكبر تهديد إرهابي في هذا البلد باعتباره خطاب كراهية”.
أيضاً، ذكر التقرير أنّه خلال عام 2021، حصل موقع “The Intercept”، على “قائمة الأفراد والمنظمات الخطرة على فيسبوك” السريّة المكوّنة من 100 صفحة، والتي على الرغم من أنها مصممة لاستهداف المتطرفين والمجرمين والإرهابيين، إلا أنّه تبيّن أنها غير قانونية.