أعطال الكهرباء في المنطقة الصناعية بطرطوس مستمرة.. والطاقات البديلة حلول عملية ولكن!!
طرطوس – محمد محمود
واقع غير مستقر شهدته كهرباء المنطقة الصناعية في محافظة طرطوس قبل مدة، وعبر عنه صناعيون وحرفيون بالشكوى لتكراره كل شتاء، حيث شهدت المنطقة الصناعية قطع عشوائي للكهرباء في أوقات متعددة، وأعطال متكررة في الشبكة تحدث بعد أي وضع جوي غير مستقر، ما أثر بالتالي سلباً على طبيعة العمل والإنتاج، وسبب توقفاً في الآلات، وهدراً لوقت العمل عند عدد كبير من الصناعيين.
تساؤلات مشروعة
صناعيو وحرفيو طرطوس أشاروا في حديثهم لـ”البعث” إلى أن القطع استمر في الفترة الأخيرة لمدة تجاوزت العشرين ساعة في بعض الأماكن بحجة إجراء الإصلاحات لبعض الخطوط، متسائلين: لماذا لا يتم إجراء هذه الإصلاحات المخصصة في أوقات العطلة، والتي تنقطع الكهرباء فيها عن المنطقة بالكامل علماً أن المنطقة الصناعية استثنيت من التقنين الكهربائي لأهميتها الاقتصادية للمحافظة، وأين التطبيق العملي لهذا الاعتبار، ولماذا تتم الإصلاحات في أوقات ذروة العمل؟.
وبين العديد من الصناعيين أن هذا الواقع الكهربائي الصعب نجم عنه الكثير من الخسائر أبرزها تعطل اليد العاملة وما ينجم عنه من فساد في بعض الخلطات الصناعية كالمواد البلاستيكية أو الغذائية التي تكون ضمن الآلات والتي تتلف نتيجة القطع المفاجئ، والمفروض برأيهم أن يتم التنسيق معهم وإعلامهم بمواعيد القطع عند الصيانة وفي حالة الأعطال المفاجئة أن تكون الاستجابة أكثر سرعة، فالعمل في المنطقة الصناعية ذو طبيعة تنافسية وهم يريدون النجاح والمنافسة مع مناطق وقطاعات صناعية أخرى، لذا المطلوب أن يكون الواقع الكهربائي كأقل تقدير مستقر ومطمئن بالنسبة لنا كصناعيين.
واقع مستقر
في المقابل اعتبر عماد قميرة مدير التشغيل في كهرباء طرطوس أن الواقع الكهربائي الذي تشهده المنطقة الصناعية هو واقع جيد ومستقر، مشيراً ألى أن الانقطاع الذي شهدته المنطقة الصناعية منذ مدة كان بسبب القيام ببعض أعمال الإصلاح لبعض الخطوط الجوية والتشابكات للخطوط مع الأشجار حيث تم العمل بالتنسيق مع زراعة طرطوس لقص بعض فروع الأشجار التي تعرقل الشبكة، مضيفاً أن هناك إشكاليات يفرضها الواقع وظروف العمل ونحن نعمل بكل مجهودنا لتحسين هذا الواقع والتغلب على أي عراقيل أو إشكاليات يمكن أن تحدث نتيجة للظروف الموضوعية.
خسائر إنتاجية
وبرأي منذر رمضان عضو اتحاد الحرفيين في طرطوس أن الوضع العام للكهرباء في المنطقة الصناعية مستقر نسبياً، رغم ما يحدث بين الفترة والأخرى من أعطال متكررة وأحياناً تكون مفاجئة إن كان من شبكة التوتر الخارجية، أو من الشبكة الهوائية أو الأرضية الداخلية. مبيناً أن فصل وتعطل بعض القواطع الرئيسية يتسبب بخسائر لبعض معامل الإنتاج، وأهمها معامل البلاستيك والخراطيم الزراعية والبلوك والبلاط وسواها كونهم يعتمدون على تذويب المواد قبل استخدامها، وكذلك البلوك والبلاط يفسد المجبول الإسفلتي وتتم الخسائر إضافة إلى تعطل كلي للمنطقة بحالة الانقطاع لفترة طويلة، وأشار رمضان إلى أنه من خلال متابعتهم الميدانية المستمرة مع كافة المعنيين تبين أن الأسباب مختلفة منها لحظي لأسباب متعددة، ومنها نتيجة تهالك بعض الخطوط نتيجة التوصيل بعدة نقاط، مما يشكل نقاط ضعف وتكرار الفصل عند الأحمال، إضافة إلى عطب نسبي لبعض القواطع الرئيسية، كما أن هناك استجرارا للطاقة الكهربائية إلى بعض المنشآت خارج حدود المنطقة الصناعية وهذا الأمر مخالف لنظام إحداث وإستثمار المناطق الصناعية رقم /٦٦/ لعام ٢٠١٨.
إصلاحات مطلوبة
طالب رمضان بضرورة الإسراع بمعالجة مشاكل الكهرباء في المنطقة الصناعية فالمنطقة مقدمة على تطوير، وهذا يسمح بتوسيع المنشآت بما يتناسب مع حاجة الإنتاج وبالتالي فإن أي استجرار مخالف لنظامها سيؤثر سلباً على الصناعيين والحرفيين وإنتاجهم، كما أنه سيتسبب بتهالك إضافي للشبكة التي تحتاج إلى صيانة دائمة، وبين أن محولات الكهرباء داخل المنطقة الصناعية تحتاج إلى صيانة وفحص زيوتها لضمان استمراريتها بالعمل، علماً أن هذا الأمر لم يحدث منذ سنوات والمعني بالأمر هي الشركة العامة للكهرباء كونها من لديها الفنيين المختصين والمدركين لكيفية التعامل مع هذه الصيانات الهامة والمطلوبة بشكل دوري ومعالجة ما يطرأ على الشبكة والقواطع دون تأخير وهذا الأمر يجب أن يتم من خلال خطة عمل واضحة من قبل المعنيين .
أما بما يخص الأعطال الطارئة نتيجة أمور خارجة عن الإرادة فلم يضع رمضان أي ملاحظات عليها وإنما تمنى أخذ العبرة مما حدث والسعي لتلافيها لاحقاً من خلال التعديلات الممكنة التي تحقق الغاية، وتساهم في استمرار عجلة الإنتاج المحلي لتغطية حاجة السوق قدر المستطاع.
حضور فعال
من جهته تحدث سامر عبد الله رئيس اللجنة الاقتصادية وعضو مجلس إدارة في غرفة تجارة وصناعة طرطوس عن دور الغرفة في متابعة وحل مشاكل وإشكاليات الصناعيين والتجار، مؤكداً أن الغرفة كانت حاضرة بكل المفاصل الإنتاجية مع الفعاليات الاقتصادية في المحافظة منذ البداية، وذلك انطلاقاً من دورها الإيجابي بكونها مظلة للصناعيين والتجار في طرطوس، فالعمل يكون بمتابعة أعمالهم، وتعبئة المساحات الفارغة للمشاكل الروتينية التي تمر بهم، وبالحديث عن المنطقة الصناعية بين عبد الله أنه كان هناك عدة مشاكل لاحظناها تخص الكهرباء سواء من حيث البنى التحتية أو اللوجستية، حيث كان للغرفة دور بمتابعة وحل هذه الإشكاليات، فتم تنظيم عدة فعاليات للحديث عن دور الطاقات المتجددة، وتنظيم عمل الكهرباء في المحافظة، والحديث عن مخصصات المحافظة من الكهرباء التي تولدها المؤسسة العامة، وهذا الكلام كان بحضور وزير الكهرباء غسان الزامل، ونتج عنه عدة توصيات تم تبنيها من الحكومة سواء من حيث إنشاء صندوق دعم الطاقات المتجددة، أو من حيث دعم القروض الميسرة بدون فوائد لمن يريد تركيب منظومات الطاقة المتجددة، وكذلك دعم الصناعيين الذين يريدون توليد الكهرباء لمنشآتهم تكون رديفاً للكهرباء الحكومية، وتنسيق أوقات القطع والتقنين في المنطقة الصناعية، بحيث يكون التقنين يومي الجمعة والسبت مقابل فترة وصل كاملة باقي أيام الأسبوع بهدف تنمية وتتمة الأعمال الصناعية التي تقوم فيها المنطقة على أغلب منشآتها.
منظومات بديلة
لفت عبد الله إلى أن غرفة التجارة والصناعة بعد اجتماع مجلس إدارتها برعاية رئيسها مازن حماد وجهت بإعطاء الدعم الكامل للأسواق التجارية وإنارتها وخاصة في فصل الشتاء، وتم إقامة ورشة عمل كبرى نتج عنها إنارة الأسواق التجارية وسوق الهال المركزي، بأحدث منظومات الطاقة البديلة، كون عمليات الشحن والتفريغ في سوق الهال تتم ليلاً في معظم الأوقات عدا عن أن الإنارة في المنطقة التجارية ضرورية لتؤمن الراحة للتجار والمواطنين، فالكهرباء حياة ووجودها يؤمن نبض إيجابي بأن الحياة مستمرة والعمل مستمر، وكذلك الأمر في المنطقة الصناعية فالعمل سيتركز ويتجه إليها لاحقاً.