من هو زالوجني القائد الأعلى للقوات الأوكرانية؟
تقرير إخباري
تطورات الوضع في الشارع الأوكراني باتت تعكس مدى الانقسام الكبير والشرخ الحاصل في وطنٍ دمره رئيس نظام خائن خانع لإرادة الغرب، ناهيك عن فساده مع زوجته وركونهما لاقتسام الغلة والأرباح واكتناز القصور على حساب دماء شعب جروه نحو الموت كرمى لأطماعهما.
لقد بات الشعب الأوكراني يدرك- مهما كان مغيباً- مدى سقوط مؤسساته وحكومته في يد صانعي القرار الغربي دون إلتفات إلى وجهات الدمار التي سلكتها وتسلكها أوكرانيا في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل. هذه الصحوة بدأت تقلق الممثل الكوميدي زيلينسكي الذي اعتاد على تقديم عرض “مسرح الرجل الواحد” الذي يصفق الجمهور له وحده ولحركاته التمثيلية مهما كانت سخيفةً، حيث بدأ يخشى من زيادة شعبية القائد الأعلى للقوات الأوكرانية فاليري زالوجني الذي لا غبار على سمعته لجهة صفقات فساد وإفساد أو بيع للبلاد، ولا سيما أنه تربى على يد أبٍ ضابط سوفييتي، والأهم من ذلك أنه رجل واقعي؛ اعترف بكل صراحة بفشل ما سمّي بـ”الهجوم المضاد”، كما اعترف بأن الحرب الأوكرانية وصلت طريقاً مسدوداً.
بالتأكيد هذا التصريح لم يرق لكل من الغرب أو لأداته المنفذة الأولى في أوروبا الشرقية “زيلينسكي”، وأمام ذلك رأينا تواتراً لعدد من الشائعات أو التسريبات أو ربما النوايا المبيتة، إما عن استقالة زالوجني أو إقالته أو ترغيبه من قبل زيلينسكي بمنصب مستشار للرئاسة الأوكرانية، دون أن نرى أي قرار رسمي أو صريح، كما شاهدنا على المقلب الأمريكي رفضاً لدعم أوكرانيا من قبل ساسة الحزبين الديمقراطي والجمهوري الذين أصروا على أولوية دعم “إسرائيل” فقط. وعلى مقلب دول الاتحاد الأوروبي شاهدنا أيضاً “الفيتو” والإنقسام الحاد حول تمويل أو رفض تمويل نظام كييف في وقت متزامن مع تلك الشائعات حول زالوجني، ويمكننا هنا الاستنتاج ببساطة بأن الغرب بأسره -وليس فقط أداته زيلينسكي- لا يريد بقاء شخص مثل زالوجني في قيادة القوات الأوكرانية، ولا سيما أنه يتسم كما أسلفنا بوطنية وواقعية قد تقود جيش بلاده نحو تفاوض مع أشقائه في روسيا، في وقت بدأ العد العكسي لانتخابات الرئاسة الأمريكية التي قد تجلب مفاجآت تنهي هذا الصراع، وهو ما لا يرق لساسة غربيين تم شراء أصواتهم من قبل المجمع الصناعي العسكري ولوبيات بيع حوامل الطاقة في العالم.
يبدو أن نظام كييف بات يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد طول دمار، وأصبح رئيسه أمام خيارات أحلاها مرّ؛ فهو حتى الآن متردد ومتعثّر الخطا في إقالة زالوجني لأنه لم يجد ضمن جنرالاته من سيوافقه في إكمال مشوار خطاه المجنونة حتى الآن، أو في إبقائه في منصبه مع مخاطرة أن ينقلب عليه قريباً، أو ربما يصل لمرحلة قد لا ينفذ فيها قراراته، أو أن يستمر زيلينسكي في اللعب خلال الوقت الضائع عبر الاستمرار في تنفيذ سيناريوهات خرقاء مثل إسقاط طائرة الأسرى الأوكرانيين وإتهام زالوجني بذلك لـ”ضرب” شعبيته.
بشار محي الدين المحمد