أخبارصحيفة البعث

القضاء يزيد الضغط على بايدن

تقرير إخباري

خلص قاض أمريكي في كاليفورنيا إلى أن العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة يعتبر بمثابة إبادة جماعية و”حث” الرئيس جو بايدن وكبار مسؤوليه على النظر في عواقب دعمهم “الثابت” للكيان الإسرائيلي.

وبيّن هذا القرار، إجراءات مؤقتة من محكمة العدل الدولية تأمر الكيان المحتل بوقف ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين، فيما خرج متظاهرون وقاطعوا الأحداث العامة التي ينظمها جو بايدن للمطالبة بوقف إطلاق النار، وتعهد عدد كبير من الناخبين الأمريكيين بعدم التصويت لإعادة انتخاب بايدن في تشرين الثاني.

وبالتالي، تتزايد الضغوط على إدارة بايدن لإنهاء عمليات تسليم الأسلحة والتحويلات النقدية إلى “إسرائيل”، حيث استمع قاض في أوكلاند في ولاية كاليفورنيا مؤخراً إلى شهادة من المدّعين الفلسطينيين والأمريكيين الفلسطينيين، الذين وصفوا بالتفصيل كيف قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلية أهاليهم وأحبائهم، ودمرت منازلهم وقصفت قطاع غزة بغية تدميره بشكل ممنهج، وطلب المدّعون من القاضي أن يأمر إدارة بايدن بالتوقف عن إرسال الأسلحة التي ستستخدمها “إسرائيل” لقتل المزيد من أفراد أسرهم.

وأشار القاضي إلى أن التصريحات التي أدلى بها مختلف المسؤولين في حكومة الاحتلال تشير إلى أن الحصار العسكري المستمر في غزة يهدف إلى القضاء على شعب بأكمله، وبالتالي يقع ضمن نطاق الحظر الدولي للإبادة الجماعية. وفي نهاية المطاف، رفضت المحكمة القضية لأسباب تتعلق بالاختصاص القضائي كما زعمت، معتمدة على السوابق القضائية التي تنص على أن القضاء لا يمكنه الحكم على قرارات السياسة الخارجية التي تتخذها السلطة التنفيذية.

وبحسب مراقبين، يعتبر رفض الدعوى فشلاً للمدعين، ولكن تبقى هذه الدعوى الأداة التي ستمارس الضغط على إدارة بايدن ومحاسبة القادة الأمريكيين على دورهم في الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني داخل غزة وخارجها.

يذكر أن الولايات المتحدة قامت بتحويل مليارات الدولارات من الأسلحة والطائرات الحربية وغيرها من أشكال المساعدة العسكرية الممولة من دافعي الضرائب إلى “إسرائيل”  لسنوات طويلة. فمنذ الحرب العالمية الثانية، قدمت الولايات المتحدة “لإسرائيل” ما يقرب من 158 مليار دولار على شكل مساعدات ثنائية وتمويل أنظمة الصواريخ، مما جعلها أكبر مستفيد من الأموال الأمريكية في الخارج.

من هنا إن كل دولار من التمويل العسكري غير المشروط – كل قذيفة دبابة، وكل مجموعة ذخائر مشتركة، وكل طائرة حربية – ترسله الولايات المتحدة يستخدم لتدمير حياة الفلسطينيين وتدمير قدرة أسرهم على بناء حياة لأنفسهم في المستقبل. ولو كان جو بايدن اتخذ مواقف حقيقية بمجرد أن بدأ العدوان الإسرائيلي في إمطار غزة بالقنابل، فلا شك أن الأطفال كانوا الآن على قيد الحياة ولكن الإفلاس الأخلاقي لإدارة بايدن هو المسؤول عن قتلهم وعن قتل كل الفلسطينيين وتهجيرهم وتدمير حياتهم وبيوتهم وكل البنى التحتية في غزة.  لقد فهم القاضي الفيدرالي في كاليفورنيا ذلك، ما دفعه إلى انتقاد “الدعم الثابت” لإدارة بايدن بشدة.

هيفاء علي