بعد التأهل الأردني.. المقارنات مع منتخبنا غير جائزة والمبالغات مرفوضة
المحرر الرياضي
جاء تأهل المنتخب الأردني إلى نهائي بطولة كأس آسيا الثامنة عشرة التي تستضيفها قطر ليفتح باب المقارنات على مصراعيه بين منتخبنا الوطني ونظيره الأردني، والفوارق التي أدّت لتحقيقه هذا النجاح غير المسبوق، رغم وجود عوامل موضوعية تجعل المقارنة غير جائزة بالأساس.
بعض صفحات وسائل التواصل الاجتماعي وعقب التأهل الأردني عادت لانتقاد منتخبنا رغم وجوب الاعتراف الكامل بأن تجاوزه للدور الأول كان نجاحاً، بالنظر إلى أن هذا الأمر كان الهدف المعلن من القائمين عليه قبل المشاركة، وبالفعل استطاع منتخبنا ترك بصمة عبر تقديم صورة مغايرة لما اعتدنا عليها في السنوات الماضية، فأظهر وجهاً مميزاً قارع به أقوى منتخبات القارة، كما نجح الجهاز الفني في رهانه على مجموعة أسماء مزجت بين الخبرة والشباب، وبين المحليين والمحترفين.
هذا الانتقاد وإن كان غير مبرّر بشكل كامل، إلا أنه حمل بعض الصحة في تفاصيل معينة، فعلى سبيل المثال مازال القائمون على المنتخب واتحاد الكرة ورياضتنا بعد مرور أسبوع كامل على مغادرة منتخبنا للبطولة، يتحدثون عن التأهل وكيفية حصوله والجهد المقدّم بطريقة فيها الكثير من المبالغة، فجميل أن نحقق هدفاً كنا نسعى إليه، لكن الأجمل أن نتوقف بسرعة مع أنفسنا لننظر بمنطقية كيف تحقق وبأية طريقة.
وبالعودة لقضية المقارنات جاء تصريح مدرّب المنتخب الأردني حسين عموتة عقب مباراة كوريا الذي أكد أن السبب الرئيسي للفوز هو عدم احترام الخصم بشكل مبالغ فيه، ليضيء على نقطة غاية في الأهمية، وهي أن كرة القدم تُبنى بمقومات علمية ومالية وإدارية، لكن النجاح فيها قد يتحقق بأمور أخرى ومنها العامل المعنوي والرغبة في الفوز، وعدم التبرير المسبق لأي هزيمة أو فشل.
فالبعض في كرتنا يمتلك عقلية انهزامية تظهر في التصريحات بين الفينة والأخرى عن فوارق كبيرة مع منتخبات آسيوية، وعن حاجتنا لسنوات وعقود وقرون من الزمن للحاق بهم!.
في كلّ الأحوال، المطلوب اليوم التوقف عن الاحتفال بالتأهل للدور الثاني كونه بات من الماضي، والأفضل هو التطلع لما هو قادم، خاصة وأن الجولتين المقبلتين في التصفيات المؤهلة لكأس العالم ستقامان نهاية الشهر المقبل، وحتى اللحظة لم يتمّ حسم ملف المدرّب الأرجنتيني هيكتور كوبر وجهازه الفني وإمكانية بقائهم من عدمها.