50% من موظفي مطعم “سوسيت” من ذوي الاحتياجات الخاصة.. وبرامج تأهيلية لـ 300 حالة
دمشق – ميس خليل
شهدت سورية في الآونة الأخيرة، وخاصة في السنوات الماضية، تقدماً ملحوظاً في مجال دعم وتمكين الأشخاص ذوى الهمم، من خلال خلق مساحة ومناخ ملائم لتضافر جهود كل شرائح المجتمع من مؤسسات أكاديمية وتشريعية وجمعيات وغير ذلك، لدعم أصحاب الهمم والقدرات الخاصة، ولعلّ جمعية جذور إحدى تلك الجهات التي تميّزت بالمشاريع الموجهة لذوي الإعاقة.
مديرُ البرامج والمشاريع في الجمعية محمد خلف أوضح لـ “البعث” أن الجمعية تُعنى بمجالات التنمية الاجتماعية والدعم النفسي والاجتماعي للفئات الأكثر هشاشة في المجتمع السوري، وخاصة دعم المرأة وذوي الهمم والطفل، ولكنها تولي اهتماماً كبيراً بهذه الشريحة بحيث تشرف جمعية جذور على معهد الإعاقة الذهنية مجهولي النسب، وتقدم خدماتها فيه بموجب عقد تعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وهو مركز إقامة دائم والوحيد في سورية يضمّ نزلاء من ذوي الإعاقة الذهنية مجهولي النسب، حيث تقدم فيه الجمعية كافة الخدمات (رعاية – غذاء – طبابة – برامج التنمية وإكساب المهارات الأساسية – برامج علاجية – دعم نفسي واجتماعي – خدمات قانونية)، بالإضافة إلى مشروع ريادي هو الأول على مستوى الوطن العربي من حيث الفكر والمضمون دعماً للأفراد ذوي الإعاقة، وكجزء من برامج الدمج المجتمعي والتمكين المهني التي تعمل عليها جمعية “جذور”، وهو مشروع “سوسيت” من خلال تدريب مجموعة من أصحاب الهمم على عدد من المهن السهلة بالنسبة لإعاقاتهم، والتي من الممكن أن يتقنوها إن هم تلقوا التدريب المناسب، حيث انطلقت الجمعية بمشروعها هذا من خلال افتتاح أول مطعم يقوم بتوظيف عاملين من ذوي الإعاقة، وخاصة متلازمة الحب (متلازمة داون) وذلك في مهرجان الشام بتجمعنا، وبعد مسيرة عمل وتطوير للمشروع دامت حوالي ثلاث سنوات قامت الجمعية بإنشاء مطعم وكافيه “سوسيت” بشكل دائم على أرض حديقة تشرين بدمشق، حيث تزيد نسبة الموظفين من ذوي الهمم عن 50% من إجمالي الموظفين في المشروع، وساهم بشكل كبير بتنمية شخصيات العاملين من ذوي الهمم ودمجهم بالمجتمع وتمكينهم اقتصادياً ونفسياً.
كما تشرف الجمعية – بحسب خلف – على جلسات التقييم وتنمية المهارات والتي يتمّ من خلالها استقبال حالات من ذوي الإعاقة (توحد– داون- صعوبات تعلم- تخلف عقلي) ويتمّ تقييمها ووضع البرامج التأهيلية وتنمية المهارات والقدرات لكل حالة من قبل الاختصاصيين، ووفقاً لبرامج اختصاصية عالمية والعمل على تنمية القدرات المهنية لديهم وإكسابهم المعارف والمهارات اللازمة لبناء شخصيتهم، بالإضافة إلى تقديم نصائح للأهل للتعامل مع أبنائهم ذوي الإعاقة، وقامت الجمعية بدراسة أكثر من 300 حالة ووضع برامج التأهيل والتنمية، بالإضافة إلى مشروع حكاية حلم، ويأتي هذا المشروع رفداً لعمل مشروع جذور الأمل، ويستهدف تنمية مواهب الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بما يساهم في دعمهم نفسياً واجتماعياً، حيث نظمت الجمعية في هذا المشروع مسابقة لمواهب الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بما يماثل برامج المواهب العالمية.