عقوبات بالجملة في الدوري الممتاز.. والشغب يحتاج لحلول
ناصر النجار
لم تكن مباريات الدوري الممتاز لكرة القدم في بداية مرحلة الإياب خالية من المشكلات والمخالفات، وكان لفرق الفتوة وجبلة وأهلي حلب نصيب من الغرامات المالية التي بلغت أكثر من عشرين مليون ليرة سورية، وكان لجبلة النصيب الأكبر من الغرامات وقد بلغت تسعة ملايين ليرة، وأهلي حلب ستة ملايين، والفتوة خمسة ملايين، وهذه العقوبات سببها شتم الحكام ورمي أرض الملعب بالحجارة وعبوات المياه الفارغة ورمي الشماريخ على أرض الملعب، وإذا حاولنا استعراض هذه الحالات لوجدنا أن كل ما حدث غير مبرّر.
وباعتراف الجميع فإن جبلة والفتوة يستحقان الخسارة لأن الفريقين لم يقدما العرض المطلوب، ولم يكن للحكام أي دور في ذلك، ولذلك فإن استمرار هذه الحالات في الملاعب يعني استمرار معاناة الأندية، وهذا ما تفعله الجماهير بأنديتها دون أن تدرك حجم الأذى الذي تلحقه بفريقها، والمسألة المؤلمة أن بعض جمهور الفتوة قام بتحطيم بعض كراسي ملعب الجلاء بعد خسارة فريقه أمام الكرامة وكأن للكراسي دوراً في هذه الخسارة!!.
وما حدث هو جزء من ثقافة بالية تحكم كرة القدم في الأندية، فالأندية التي تملك الجمهور بات بعض جماهيرها في الكثير من الأحيان نقمة عليها، دون أن تجد هذه الأندية الردع المناسب لتوقيف هذه الأعمال التي باتت مضرّة بكرة القدم عموماً وبالأندية على وجه الخصوص.
ومن الأمور التي يجب أن تمارس في الأندية لمواجهة هذا الطوفان من الشغب تمكين روابط المشجعين من إدارة المدرجات، والتنسيق مع رجال حفظ النظام لردع الموتورين ووقفهم عند حدّهم، فالروابط مهمتها قيادة الجماهير نحو التشجيع الأخلاقي ومن خلال التنظيم وإدارة المدرجات.
دون هذه الإجراءات لا يمكن أن نقضي على الشغب أو نخفّف من آثاره السلبية على المباريات، والخطوة الأولى يجب أن تكون داخل ميدان الملعب، فالملاحظ أن شرارة الشغب تبدأ من كوادر الفرق أو من اللاعبين لتمتد هذه الشرارة نحو المدرجات.
بالمختصر المفيد فإن القضاء على الشغب في الملاعب هو مسؤولية الجميع، وتبدأ من إدارات الأندية وعلى كوادرها ولاعبيها أن تكون لهم اليد الطولى في هذا الاتجاه لنصل إلى مباريات نظيفة، ولنخفّف من أذى العقوبات على فرقنا الكروية.