مشفى “زاهي أزرق” بحلته الجديدة.. أجهزة متطورة وخدمات متنوعة
حلب- معن الغادري
رغم كلّ ما أصاب مشفى الشهيد الطبيب زاهي أزرق من تخريب وتدمير وسرقة لكافة تجهيزاته ومحتوياته من قبل العصابات الإرهابية المسلحة، لم يتوقف المشفى عن العمل وتقديم خدماته الصحية المجانية، ولكن ربما بإمكانات أقل خلال الفترات السابقة، نتيجة انتقاله مع ما تبقى من أدوات وتجهيزات بسيطة ومتواضعة إلى مقرّه المؤقت ضمن مشفى الرازي في وسط المدينة، أما الآن وبعد مضي ما يقارب الثماني سنوات على تطهير حلب من الإرهاب، عاد المشفى إلى العمل بحلة جديدة بعد إعادة بناء ما تهدّم، وتأهيل وترميم أقسامه المتنوعة بسعة /150/ سريراً، وتجهيزها بأحدث الأجهزة الطبية الجراحية والمخبرية وغيرها، إذ قام المهندس حسين عرنوس رئيس مجلس الوزراء نهاية الأسبوع الماضي بتدشين المشفى ووضعه في الخدمة فعلياً، ليشكل بذلك ركيزة مهمّة في مشروع استكمال بناء المنظومة الصحية بحلب مدينة وريفاً.
مديرية الصحة بحلب نظمت زيارة لممثلي مختلف وسائل الإعلام للاطلاع على ما طرأ على المشفى من تجديد وتحديث، وتسليط الضوء على الخدمات الطبية المتنوعة التي يقدّمها المشفى بحلته الجديدة للمواطنين.
سعة المكان ونظافته ونضارته وروعة ترميمه وتوزع الأقسام بانسيابية، واحتوائها أحدث الأجهزة والأدوات الطبية والمخبرية، ترك الكثير من الانطباعات حول جدية العمل من القائمين على القطاع الصحي بحلب برسم مسار جديد أكثر حيوية وتطوراً وحداثة، وهو ما لمسناه عن كثب من خلال التجول ضمن طوابق وأقسام المشفى.
في مستهل حديثه قدّم مدير صحة حلب الدكتور زياد الحاج طه شرحاً كاملاً عن مراحل إعادة بناء المشفى والخدمات الطبية التي يقدّمها، مبيناً أن المشفى يتألف من خمس كتل ويقدّم الخدمات الطبية بمختلف اختصاصاتها، وتمّ تزويده بأحدث أنواع الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة، كالطبقي المحوري وثلاثي الأبعاد والإيكو، وأجهزة أقسام التنظير الهضمي والقصبي والعناية الإسعافية، وجهاز تخطيط دماغ حديث ومؤتمت، كما يحتوي قسماً خاصاً لتقديم العلاج والأدوية للأمراض المزمنة مجاناً. مضيفاً أنه تمّ تزويد المشفى بـ24 منفسة وسريراً للعناية المشددة، وقسم الإسعاف والإقامة الإسعافية بسعة 30 سريراً، بالإضافة إلى أماكن مخصّصة للمستودعات المركزية التابعة لمديرية الصحة وغرف تبريد لحفظ اللقاحات.
أما الدكتور باسل سليمان فتحدث عن أهمية وخصوصية الخدمات التي يقدمها المشفى وتتقدّم بخطوات وأشواط عما يقدم من خدمات طبية في باقي المشافي العامة والخاصة، إذ يحتوي المشفى تجهيزات حديثة ومخابر لجميع أنواع التحاليل الطبية، مع مبنى للعيادات الخارجية لتخديم المرضى ومخبري الكورونا والإيدز.
وحول ما يخصّ علاجات الأمراض المزمنة، بيّن الدكتور سليمان أن هناك برنامجاً خاصاً يشمل عيادات تخصصية في الأمراض العصبية والتصلب اللويحي، والهضمية والغدد واضطرابات النمو والتهاب الكبد، وعلاج التسممات سواء بالمعادن الثقيلة أو المبيدات أو الأدوية، إضافة إلى العلاج البيولوجي للمفاصل، وعيادة الكيسات المائية وعضة الكلب وهذه حصراً بالمشفى.
وخلال تواجدنا في قسم الغدة، بيّن الدكتور عماد رجب رئيس القسم أن المشفى يقدم خدمات مراقبة النمو بأطيافه، والبلوغ المبكر مع تأمين الدواء حسب الحاجة وخدمات أمراض الدرق وايكوغرافي وتحاليل لها والأمراض الغدية.
بدورها أشارت المديرة الإدارية بالمشفى دينا خضور إلى اعتماد برنامج ونظام مؤتمت لاستقبال كافة المراجعين، كما يتمّ صرف الأدوية المجانية للأمراض المزمنة بموجب هذا النظام، موضحة أن المشفى ومع بدء استقبال المرضى قبل حوالي شهر من الآن قدّم ما يزيد عن /30/ ألف خدمة طبية.
بقيت الإشارة إلى أن مشفى زاهي أزرق أنشئ عام 1914 وكان عبارة عن مخيم لعزل مرضى الأمراض السارية والمعدية، ثم أصبح معسكراً للعزل في نهاية خمسينيات القرن الماضي وتمّ بناء مشفى خاص للأمراض السارية سُمّي مشفى الحميات وهو البناء القائم حالياً، تقع الكتلة الرئيسية في منطقة بستان الباشا، ومع تقدّم الزمن قامت وزارة الصحة بإضافة مباني ملحقة أطلق عليه مشفى الشهيد الطبيب زاهي أزرق.