حتى لا تنتج القيادات نفسها!
وائل علي
استبشرنا الخير بالخطوة المتقدمة التطويرية لانتخابات اللجنة المركزية الموسعة التي أرادها الرفيق الأمين العام للحزب لتكون أول المنصات الواعدة التي سيبنى على نتائجها الكثير. لكن، أليس من اللافت والغريب أن الانتخابات التي خاضها ويخوضها المرشحون البعثيون في غالبية مؤتمرات الشعب الحزبية، كمرحلة أولى، لم تثمر، ولم تنتج، إلا ذات قيادات الشعب القائمة، بفضل الدور الذي تلعبه وتمارسه “بنجاح” قيادات الفرق الحزبية ضمن قطاع كل شعبة “ماعدا استثناءات قليلة جدا”، ومن شاءت أن تدخله “مؤقتاً”، بطريقة أو بأخرى، في فلك “لعبة” ثلاثة أضعاف العدد للفوز بشرف ومعنويات الوصول لهذه المرحلة على الأقل، ليتم غربلة الفائض – بحكم التعليمات الانتخابية – في المرحلة التالية، للوصول لانتخابات اللجنة المركزية الموسعة التي ستنتج – هي الأخرى – وتكرس وصول واستمرارية حضور القيادات ذاتها، بحكم وجودها على رأس عملها، ما قد يتسبب بإحراج للقواعد ليس بخفي! السؤال الذي يطرح نفسه بنفسه، وبقوة: ألم يستوقف اللجنة العليا المشرفة على انتخابات اللجنة المركزية الموسعة، ولجانها الفرعية، ويثير استغرابها، ويلفت نظرها، الفوز الساحق الكامل للغالبية الغالبة من قيادات الشعب بتكتلاتها “المكشوفة والمقروءة” التي تحكيها، وتدلل عليها أوراق الفرز التي أطاحت ورمت بالمرشحين قليلي الحظوة على قارعة الطريق، ووقفت حاجز صد منيع في وجوههم، وهي لا تحتاج لأدلة حسية ومستمسكات لإثباتها، ويكفي أن نقرأ سطور أوراق فرز الأصوات، وما بينها، لتدل على عنوانها ومضمونها المكتوب.
وعليه، فإن اللجنة العليا، لدى التمعن بهذه التفاصيل، والتوقف عندها، والتحقق منها، استنادا للصلاحيات التي تحدد عملها، ستكتشف العجب العجاب!! وإذا كان النجاح الانتخابي الباهر حليف هذه القيادات، فبالله عليكم: من أين يأتينا هذا الترهل في أدائنا الحزبي؟
إن قراءة سريعة لمشهدية النتائج، الصادمة المستغربة في معظمها، ستضعنا في مواجهة مباشرة لنقول: لم كل هذه الاحتفالية طالما أن الأمور “عال العال!!”؟ ولماذا نفسح المجال للوقائع بأن تعيد كتابة وإنتاج نفسها!؟ إن ما جرى ويجري في معظم الانتخابات، الدائرة رحاها هذه الأيام، يستدعي ويستوجب التفسير واتخاذ موقف علني واضح تجاهها، وبما ينسجم مع نص ومنطوق المهام والصلاحيات التي حددتها المادة الثالثة من اللائحة الداخلية للانتخابات، ومع تطلعات وتوجيهات الرفيق الأمين العام للحزب.