سبل إعلامية لتعزيز الانتماء والهوية
أمينة عباس
تعدّدت الندوات التي أقيمت، مؤخراً، حول الإعلام ودوره في إعادة ترميم ما حدث ولا يزال يحدث بعد الحرب على سورية، وخاصة ما يتعلق بإعادة بناء الإنسان السوري الذي تعرّضت قيمه لشتى أنواع التأثيرات الإعلامية التي كانت ولا تزال جزءاً من الحرب التي شُنّت عليه.
لذلك أكد ناظم عيد رئيس تحرير صحيفة “تشرين” في ندوة “السبل الإعلامية التي تعزز الانتماء والهوية”، التي أقيمت في المركز الثقافي “أبو رمانة”، وأدارها الإعلامي محمد الخضر، أن موضوع الندوة يحتاج إلى جلسات في ضوء ما حصل في بلدنا الذي كان مستقراً وآمناً، مركّزاً على أهمية أن نعيد بناء مفهوم الهوية والانتماء وتجلياته على الأرض، مع إشارته إلى أن الإعلام لا يصنع انتماء ولا هويّة وطنيّة لأنهما يجب أن يكونا موجودين بالأساس، موضحاً أن الإعلام اليوم ليقوم بدوره على أكمل وجه بحاجة لإعادة بناء كمنظومة ومنهج وأدوات في ظل المتغيّرات الجديدة على المستوى التقني والمحتوى والنهج، مؤكداً أن من يمتلك التكنولوجيا الأفضل، اليوم، في وسائل الإعلام هو من يمتلك الرسالة القادرة على الوصول والتأثير.
والمشكلة برأي عيد أن المؤسّسات الإعلامية رفضت الإعلام الجديد وعدّته وليداً غير شرعي في المنظومة الإعلامية، في حين كان من الضروري في ظلّ الواقع الحالي استثماره باتّجاه ترويضه لمصلحتنا بدلاً من رفضه من خلال ضمّه للمنظومة الإعلامية وإخضاعه لنهج ورؤى وسياسات من دون حجب للرأي الآخر، ليكون لدى كل مؤسسة إعلامية أدوات تتماهى مع رغبات المتلقي في مضمار هذا الإعلام الجديد.
مشروع وطني
وأكدت مديرة قناة دراما الإعلامية أنسام السيد أن الإعلام السوري منذ بدايته وحتى الآن يعمل على تعزيز وترسيخ القيم الوطنية الهادفة وقيم المواطنة والانتماء لمنظومة القيم الأخلاقية والإنسانية، وقد أثبت السوريون على الدوام أن فكرة الانتماء والهوية مقدّسة، وأن سورية على الرغم من كل ما حدث عصيّة على الاختراق، وهي التي خاضت معارك شرسة من أجل ذلك، مبينةً أن الإعلام السوري لعب دوراً مهماً في تعزيز قيم الانتماء والهوية، وهذا ما لمسناه وعايشناه في حرب مستمرّة، فكان الإعلامي السوري إلى جانب الجندي على الجبهات من دون أن تتوقف الكاميرات المحدودة جداً عن العمل ومن خلال الندوات والبرامج والدراما التي لعبتْ دوراً بارزاً في تجسيد معاني الهويّة والانتماء من خلال الأعمال التي نقلتْ بطولات وتضحيات الجيش، بالإضافة إلى مفهوم الانتماء للأرض ومنظومة القيم والأخلاق والتقيد بالأنظمة واحترام القوانين ضمن نسيج مجتمعي قائم على المحبّة واحترام التّقاليد، مع إشارتها إلى أن الإعلام ليقوم بدوره على أكمل وجه بحاجة إلى دعمٍ مادي، والأهم إلى أفكار خلّاقة لأن المال من دون أفكار كالأرض بلا بذار، مشيرة إلى أن تبعات الحرب كانت كبيرة، والمطلوب اليوم تجاوزها بقوة.