مع استمرار حصار وقصف الاحتلال… تجدّد التحذيرات من كارثة في مجمع ناصر الطبي
الأرض المحتلة – براغ- تقارير
حذّرت وزيرة الصحة في السلطة الفلسطينية مي الكيلة اليوم من كارثة إنسانية إثر حصار وقصف الاحتلال الإسرائيلي مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وإجباره الفلسطينيين على إخلائه بعد أن أجبرهم على النزوح إليه قسراً.
وأوضحت الكيلة في بيان، أن الاحتلال قصف خلال الساعات الماضية قسم العظام في المجمع، ما أدى لاستشهاد فلسطيني وإصابة آخرين، كما اقتحمت قواته ساحة المجمع وأطلقت النار على أقسامه، مشيرةً إلى أن هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبها الاحتلال في عدوانه المستمر على القطاع، حيث لم تترك نيرانه الوحشية أي مكان آمن فيه، وهو ما أدى حتى اليوم إلى استشهاد أكثر من 28600 فلسطيني وإصابة نحو 69 ألفاً وفقدان الآلاف تحت الأنقاض.
وناشدت الكيلة الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية الدولية بالتدخل لمنع الاحتلال من ارتكاب جرائم مروعة في مجمع ناصر الطبي على غرار الجرائم التي ارتكبها في مستشفيات القطاع ومن بينها مجمع الشفاء الطبي حين أجبر النازحين على إخلاء المستشفى واستهدفهم بالنار والاعتقال خلال خروجهم.
وفي السياق ذاته جدّد الاحتلال الإسرائيلي قصفه على مستشفى الأمل ومجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما تسبب بارتقاء شهيد، ووقوع أضرار مادية كبيرة، ومنها تلف أنبوب الأكسجين وحدوث تسريب منه نتيجة الاستهداف الإسرائيلي، ما أدى إلى انخفاض ضغط الأكسجين في المجمع، وخاصة قسم العناية المركزة وتعريض حياة المرضى للخطر.
بدورها أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن تعرض محيط مستشفى الأمل لقصف عنيف أسفر عن أضرار مادية في المبنى، فيما أقدمت قوات الاحتلال على نسف مبان سكنية في محيط المستشفى.
إلى ذلك أعلنت الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ 24 الماضية 9 مجازر في قطاع غزة راح ضحيتها 87 شهيداً و104 جرحى، موضحةً في بيان أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ 132 على القطاع ارتفع إلى 28663 شهيداً و68395 جريحاً، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.
وفي الضفة الغربية المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال عدة أحياء في بيت لحم وقرية الولجة في شمالها الغربي وبلدة علار في طولكرم ومخيم العين في نابلس واعتقلت 10 فلسطينيين.
كما قامت قوات الاحتلال بتجريف مساحات من الأراضي قرب الزاوية الشمالية الشرقية لسور البلدة القديمة في القدس تمهيداً للاستيلاء عليها.
واقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة من قوات الاحتلال التي تفرض قيوداً مشددة على دخول الفلسطينيين إليه، ما تسبب بانخفاض أعداد المصلين للشهر الخامس على التوالي.
دولياً،أكد نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي أن العدوان العسكري الإسرائيلي الشرس على قطاع غزة هو السبب الجذري للوضع المتوتر الحالي في المنطقة، والتي أثارت سلسلة من ردود الأفعال على امتداد منطقة الشرق الأوسط، مضيفاً: إن وقفاً فورياً لإطلاق النار سيكون له تأثير بإعادة الاستقرار للمنطقة ومنطقة البحر الأحمر.
وتابع بوليانسكي: إن التصرفات والممارسات قصيرة النظر من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أيضاً وضعت وساطة الأمم المتحدة في وضع صعب لأن كل ضربة واستهداف للأراضي اليمنية يؤدي إلى دوامة جديدة من التصعيد ويؤجل آفاق عودة الأمور إلى طبيعتها.
إلى ذلك ما تزال المظاهرات تجوب العواصم العالمية تنديداً بالعدوان الوحشي الذي تشهده غزة، حيث شهدت العاصمة التشيكية براغ مظاهرة حاشدة أمام سفارة كيان الاحتلال الإسرائيلي احتجاجاً على المجازر التي يرتكبها، وخاصة في قطاع غزة وللمطالبة بوقف هذه المجازر. وانتقد المشاركون في المظاهرات الصمت الغربي وعدم موضوعية وسائل الإعلام الغربية حيال ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدين أن هذا الصمت يعني المشاركة في تحمل المسؤولية.