القائد والشعب
كما هو معروف، يدّعي كل الساسة في العالم أنهم يعملون من أجل الشعب، ولكن القائد كيم جونغ إيل (1942 – 2011) قائد كوريا الديمقراطية هو الذي كرّس حياته من أجل الشعب ولم يسبق مثيل له، بما أنه اعتبر خدمة الشعب واجباً له ورسالة طول حياته فوجد أكبر سروره ووجاهة حياته في سعادة الشعب.
منذ أواسط تسعينيات القرن الماضي، اضطر الشعب الكوري إلى سلك المسيرة الشاقة والحثيثة من أجل الدفاع عن الاشتراكية وسط هجوم القوى الإمبريالية المتحالفة المركّز على الاشتراكية والكوارث الطبيعية المتتالية. وفي كانون الثاني لإحدى السنوات، انطلق القائد كيم جونغ إيل إلى الطريق لتوجيه شؤون محافظة زاكانغ الواقعة في شمال كوريا الديمقراطية على الطبيعة.
لم يطفأ نور المصباح في عربة القطار السائر الذي يستقلّه القائد حتى الساعة الثالثة. فطلب الكادر المرافق منه أن يستريح قبل انبلاج الفجر، ولكنه شكر قوله منوهاً بأنه يسلك الآن المسيرة الحثيثة من أجل الشعب وسيبقى هذا اليوم في الذكرى عندما يتمتع شعبنا جميعاً بحياة سعيدة فيما بعد.
في الصباح الباكر، فور وصول القائد إلى كانغكي، مركز المحافظة، توجّه إلى محطات كهربائية متوسطة وصغيرة الحجم بناها أهالي المحافظة حديثاً وغيرها من الوحدات العديدة دون استراحة ولو قليلاً.
لقد حان وقت الغداء، فطلب مسؤول المحافظة منه الاستراحة في المسكن الذي أعدّته المحافظة. شكر القائد ذلك وقال: إنه لا يستطيع أن يستريح في الغرفة الدافئة المريحة طالما أن جميع أبناء الشعب انطلقوا إلى المسيرة الحثيثة، وعليه أيضاً أن يواصل المسيرة الحثيثة بهمة أكبر من أجل أبناء الشعب الذين يدعمونه.
هكذا عمل القائد كيم جونغ إيل من أجل الشعب تكسيراً للوقت.
كلما زار الإبداعات الجديدة في أنحاء البلاد، بدأ دائماً سؤاله عن آراء الشعب فيها، هل يحبها الشعب وكيف يقدّرها الشعب؟ …
ذات مرة، حين كان يتفقد البرج السكني العالي المبني حديثاً في مدينة بيونغ يانغ، حصل الأمر التالي.
بعد أن تجوّل القائد في الغرف والمطبخ والحمام ودورة المياه وغيرها من أركان الشقة، خرج إلى الشرفة، وبعد قليل شاهد كوة مصرف الماء في الشرفة ودعا أحد الكوادر وأشار إلى أنه من الخطأ أن يكون منسوب المصرف أعلى من الأرضية. وطبعاً بعض الناس لعلهم يقولون: إن مثل هذا الخطأ ليس أمراً مهمّاً طالما أن الدولة تبني وتوزع المساكن الرائعة على الشعب دون مقابل، ولكننا لا يجوز أن نسمح بأي خطأ في عمل كوادرنا من أجل الشعب، حتى لو كان مسموحاً بنفاية بين الأحجار الكريمة.
زار القائد حيثما يعيش الشعب في كل أرجاء البلاد حتى قرية جبلية نائية أو قرية الجزيرة المنعزلة.
في أحد أيام الصيف لعام 1999، زار إحدى أسر الجنود المسرّحين في المجمع الزراعي بقضاء دايهونغدان، المشهور بإحدى القواعد الرئيسية لإنتاج البطاطا في كوريا.
تأثر الزوجان من الجنود المسرّحين بحب القائد الذي يطّلع على حياتهما بالتفصيل بقلب أبويهما الحقيقيين، فتقدّما إليه بتحية الشكر قائلين: إن والديهما لم يزُرهما بعد ولكن القائد زارهما اليوم قبلهما.
ردّ القائد عليهما في ضحكات عريضة قائلاً إنه لأمر طبيعي أن يزورهما أولاً قبل غيره نيابة عن والديهما.
ثم أخذ الصورة معهما أمام بيتهما الجديد تذكاراً لزيارته لأسرتهما.
توجد في كثير من العائلات الكورية الصور التذكارية التي التقطت مع القائد في جو عائلي متآلف مثل مع والديهم.