بمشاركة سورية… منتدى دولي للتصدي للممارسات الحديثة للاستعمار الجديد في موسكو
موسكو-سانا
بمشاركة سورية افتُتح المنتدى الدولي لأنصار التصدي للممارسات الحديثة للاستعمار الجديد والذي ينظمه حزب روسيا الموحدة في العاصمة الروسية موسكو تحت شعار “من أجل حرية الأمم”.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رسالة وجهها إلى المشاركين في المنتدى: “إن الاستعمار الجديد وصمة عار وإرث مشين لعصر استمرّ لقرون عديدة في نهب واستغلال شعوب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية”.
وأضاف بوتين: “إن سلوك الغرب اليوم يظهر بشكل واضح نزعته العدوانية ضمن إطار الاستعمار الجديد وتحديداً في محاولاته ممارسة الضغوط الاقتصادية على الدول الأخرى لسلب سيادتها وفرض القيم الغربية عليها”، مشيراً إلى أن مثل هذه السياسة أصبحت أحد العوامل الرئيسية المزعزعة للاستقرار في العلاقات الدولية وعائقاً أمام تنمية البشرية جمعاء.
وأوضح بوتين أن روسيا فعلت الكثير لنسف أسس النظام الاستعماري ودعم حركات التحرر الوطني وتقديم المساعدة للدول المستقلة في ضمان الأمن وتطوير الاقتصاد وحل المشاكل الاجتماعية والإنسانية، مؤكداً استعداد بلاده لتوحيد الجهود في النضال من أجل الحرية الحقيقية والعدالة وتقدم جميع البلدان والشعوب، بغية تشكيل نظام عالمي ديمقراطي متعدد الأقطاب يقوم على مبادئ القانون الدولي واحترام المصالح المشروعة والثقة المتبادلة والتعاون الخلاق.
من جهته أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن نظام الاستغلال الذي تمثله الممارسات الاستعمارية الجديدة لا يمكن تبريره، والبديل البناء له هو تشكيل نظام متعدد الأقطاب أكثر عدالة واستدامة للعلاقات الدولية على أساس ميثاق الأمم المتحدة ومبدأ المساواة في السيادة بين الدول.
وأشار لافروف إلى انخراط واشنطن العلني بامتصاص الموارد حتى من الدول الأوروبية وعزلها عن الأسواق وعن إمدادات الطاقة الموثوقة، ولهذا السبب قامت بتفجير خطوط أنابيب الغاز “السيل الشمالي” وأمرت أوروبا بأكملها بتقبل هذا الإذلال العلني بصمت، مبيناً أن الصناعة الأوروبية الآن مجبرة حرفياً على الاختيار بين نقل أعمالها إلى الخارج أو الإفلاس.
بدوره قال ممثل حزب البعث العربي الاشتراكي عضو القيادة المركزية الرفيق الدكتور مهدي دخل الله في كلمة الحزب: إن تطوراً خطيراً حصل في طبيعة الاستعمار الجديد الذي لا يقتصر خطره على شعوب بعينها وإنما على البشرية كلها بما فيها شعوب دول الهيمنة والاستعمار الجديد نفسها، موضحاً أن مفهومه كان يقتصر على استخدام أساليب الهيمنة الاقتصادية والسياسية والعنصرية نفسها والعقوبات والمقاطعات وجميع أنواع الاستغلال وهذا المفهوم تغير اليوم.
وأوضح دخل الله أن التطور الخطير حصل على عدة مستويات منها استعادة أساليب الاستعمار القديم كالحروب والاحتلال واستخدام الإرهاب بنوعيه واستخدام ممارسات ومفاهيم من أجل القضاء على البنية القيمية الثقافية للإنسانية، مبيناً أن الاستعمار الجديد يستخدم كل هذه الأساليب مجتمعة حسب المناطق، ففي سورية وأوراسيا وفلسطين يجتمع الاستعمار الجديد مع الاستعمار القديم، أما الليبرالية الجديدة فهي خطر يهدد كل البشرية.
وأضاف دخل الله: إن “أول مواجهة منظمة للاستعمار الجديد والليبرالية الجديدة ظهرت عام 2005، حيث صدر في العاصمة الروسية إعلان موسكو ووقعه السيد الرئيس بشار الأسد والسيد الرئيس فلاديمير بوتين وتضمن دعوة إلى توطيد نظام عالمي جديد يقوم على سيادة القانون الدولي والديمقراطية وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب والهيمنة والعنصرية وقيام تعاون دولي لحماية الشؤون الأسروية وتوقيع اتفاقيات حول هذا الموضوع والتأكيد على احترام الخصوصيات التاريخية والروحية والحضارية للشعوب في إطار تعاونها لتوطيد القيم الإنسانية”.
وأكد دخل الله أنه في سورية هناك دور طليعي منذ 12 عاماً في مواجهة آلة الناتو وتوابعها من إرهاب المرتزقة والحرب الاقتصادية والدبلوماسية والاحتلال وسرقة الثروات في حين تواجه روسيا تمدد حلف الناتو وأدواته من النازية الجديدة، كما نشهد بطولات الشعب الفلسطيني في مواجهة الصهيونية كأسوء أنواع الاستعمار الجديد.
واقترح دخل الله إحداث مركز تنسيق بين الأحزاب لتبادل المعلومات والتجارب في مواجهة الاستعمار الجديد بشكل دائم والمبادرة بوضع مشروع باسم إعلان موسكو بين الأحزاب وأن تبدأ الأحزاب حملات منظمة بين شعوبها لمواجهة الليبرالية الجديدة وغيرها من أشكال الاستعمار الجديد وأن يقوم كل حزب بتشجيع الفعاليات النقابية والدينية والاجتماعية في بلده لتنظيم حملات واسعة.
وأشار المشاركون الآخرون في مداخلاتهم إلى أن أساليب الاستعمار الجديد لم تعد تقتصر على استخدام الجيوش والأساطيل بل تتعداها حالياً إلى الحروب الإعلامية ونهب الثروات الطبيعية وحتى ترويج منتجات غذائية تضر بصحة مواطني البلدان النامية وتشجيع سياسات إبادة الشعوب والتطهير العنصري كما تفعل “إسرائيل” ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الأخرى، داعين إلى توحيد جهور الحكومات والشعوب والأحزاب الرائدة في البلدان المستقلة ذات السيادة للتصدي لأخطار وعدوانية الاستعمار الجديد.
شارك في المنتدى 400 ممثل لأحزاب سياسية في أكثر من خمسين بلداً من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وأوروبا وبلدان رابطة الدول المستقلة.