طرطوس.. الصرف الصحي يهدد البيئة ويلوث المياه الجوفية والبحر ليس بمنأى عن ذلك!

تعاني أغلب مناطق وقرى وأحياء محافظة طرطوس من تلوث الصرف الصحي الذي يهدد البيئة ويتسرب إلى المياه الجوفية والينابيع والآبار وبالتالي يلوثها، فضلاً عن استهدافه، خلال خط سيره، التربة والبساتين ومحاصيل المزارعين منذراً بكوارث بيئية وصحية وإنسانية.

وأشار المواطنون في شكواهم، إلى أنهم يعيشون على رائحة الصرف الصحي “المقززة” نتيجة كثرة انتشار الجور الفنية في الكثير من الأحياء، كما يتكبدون تكاليف مادية إضافية في “شفطها”، إضافة إلى تحملهم الروائح “النتنة” التي تنتشر في المكان وتمنعهم من الجلوس أمام شرفات منازلهم، ولا سيما في فصل الصيف، مع انتشار الحشرات والقوارض في ظل غياب الرش وعدم تعاون الوحدات الإدارية مع الأهالي الذين يشتكون بين الفينة والأخرى للبلدية دون حلول شافية.

ولفت مواطنون من قرية ضهر شيحا والتي تتبع لبلدية الجروية في ريف صافيتا، إلى عدم وجود صرف صحي في القرية، إذ تم رفع طلبات ومراسلات وأتت لجان وكشفت على أرض الواقع وأعطت وعود منذ سنوات ولازال الوضع على حاله، مشيرين إلى أن الصرف الصحي ينفذ في أماكن على حساب آخرى وفق المصالح الشخصية.

وفي حي المقلع بمنطقة الدريكيش، أكد الأهالي أن الصرف الصحي سيء جداً، وتحديداً الأبنية السكنية عند دوار الشهداء، معمل الحرير، علماً أنهم قدموا شكاوى إلى مجلس المدينة مئات المرات دون جدوى، مشيرين إلى أنه وفي فصل الصيف قاموا بجمع مبالغ مادية كبيرة من الأهالي كما أتت آليات صرف صحي من طرطوس لشفط الحفر الفنية، لكن وبعد عدة أيام  سرحت مياهها تحت معمل الحرير بالمنطقة حتى وصلت إلى الطريق فأعاقت مسير المارة وعبور قاطني الحي.

وفي السياق، أشار عضو مجلس المحافظة، يونس حمدوش، إلى أن واقع الصرف الصحي في منطقته بانياس وفي معظم المحافظة سيئ جداً، معتبراً أن انتقال ملف الصرف من الوحدات الإدارية إلى شركة الصرف الصحي دون الدراسة والتحضير الجيد أضاف مشاكل أخرى، مبينا أنه ومنذ انتقال الملف لم يعتمد أي مشروع صرف في المحافظة، كما أن معظم القرى التي لديها مشاريع صرف فيها أحياء لم يصلها الصرف الصحي، كما أن بحر طرطوس ليس بعيد عن التلوث، إثر انتهاء مياه الصرف إليه.

 مدير شركة الصرف الصحي بطرطوس المهندس منصور منصور بين أن الشركة تقوم بمتابعة تنفيذ المشاريع التي تتعاقد عليها الوزارة في المحافظة، وذلك من خلال الإشراف والمتابعة والقيام بجولات ميدانية والاطلاع على واقع العمل، موضحاً أنه تم وضع عدة محطات معالجة مياه الصرف الصحي بالاستثمار وهي، محطة معالجة خربة المعزة و حطة تعنيتا، وخربة الفرس، ومحطة بمسقس، وبصيرة، ومحطة بعمرا، مشيراً إلى أن محطة معالجة بيت عفوف قيد الاستلام الأولي.

وأوضح منصور أنه يتم حالياً تنفيذ عدد من محطات المعالجة في مدينة طرطوس وريفها، كمحطة معالجة طرطوس المركزية، ويتم المتابعة الحثيثة لحل جميع الإشكالات التي تعيق استكمال التنفيذ مع وزارة الموارد المائية.

وفيما يتعلق بمحطة معالجة القليعة – الدلبة، بين مدير الشركة أنه تم التعاقد مع شركة البناء والتعمير لافتاً إلى إن الأعمال المدنية قيد الانتهاء وأنه سيتم البدء بتركيب التجهيزات والانتهاء من تنفيذها قريباً، كما تم التعاقد مع البناء والتعمير لمحطة معالجة المعيصرات التي شارفت على الانتهاء.

وفيما يخص محطة معالجة صافيتا بين منصور أنه تم الانتهاء من تنفيذ الأعمال المدنية ويتم المتابعة الحثيثة لحل جميع الإشكالات التي تعيق استكمال التنفيذ مع وزارة الموارد المائية.

وأشار منصور إلى أنه تم تنفيذ و استلام منظومة ضخ مياه الصرف الصحي لمدينة طرطوس لموقع محطة معالجة طرطوس المركزية، والمؤلفة من محطة رفع الغمقة ومحطتي ضخ مشوار والعجمي، وتقوم الشركة باستثمارهما حالياً، كما يتم حاليا تنفيذ مشاريع الصرف الصحي المتبقية من ضمن الخطة الاستثمارية للوزارة، كمشروع 8 آذار،صرف صحي ومطري، وتأهيل مشروع القليعة الدلبة.

وحول المشاريع المنتهية في عام 2023، أفاد المهندس منصور أنه تم الانتهاء من تنفيذ شبكة الصرف الصحي في بصيرة ومحطة معالجة بمسقس، ومحطة معالجة بعمرا، وأضاف أنه يوجد في محافظة طرطوس 44 موقعاً لمحطة معالجة مكانية لم يتم تنفيذ أية محطة منها وهي قيد الدراسة والمتابعة في وزارة الموارد المائية.