ازدواجية الاهتمام تكتنف تداعيات لقاح تلاميذ “الفضل”.. ومدير الصحة يوضح أسباب عدم وجود سيارة إسعاف
البعث – علي حسون
واكبت “البعث” ما جرى لبعض تلاميذ مدرسة فواز شنوان في تجمع جديدة الفضل التابعة لمحافظة القنيطرة، اللذين بدت على بعضهم أعراض صحية ومضاعفات من حالات تشنج واختلاج لتلميذة بعد أخذهم اللقاح الروتيني، إضافة إلى آلام وأوجاع عند الآخرين، ما أحدث حالة من الهلع والخوف عند جميع الأهالي نتيجة تأثر أبنائهم نفسياً إثر ما حصل.
متابعة ميدانية
ومع متابعة الحادثة طوال يومين، أكدت والدة الطالبة رهام أن وضع ابنتها الصحي جيد وفي طريقها للتعافي بعد أن تعرّضت للاختلاج وتشنجات على أثر اللقاح، كاشفة أن ابنتها تعاني من مرض الربو،، وهو لا يمنع من اللقاح، حسب الرأي الطبي.
ولم تغفل والدة الطالبة الاهتمام الذي حظي به التلاميذ من الكادر الطبي والمتابعة في المشفى منذ إسعافهم لغاية تخرجهم والاطمئنان على صحتهم، إلا أن عم التلميذ عمر حسام أكد عدم الاهتمام بكافة التلاميذ المصابين، حيث تركزت العناية واهتمام المعنيين على عدد من الطلاب متناسين الآخرين، معتبراً أن حالة ابن أخيه “اليتيم” جيدة، لكنه يعاني من ألم شديد في يده مكان اللقاح وهذا حال بقية التلاميذ.
ما حدث مع التلاميذ لاقى اهتماماً كبيراً من الجهات المعنية، فعلى الفور استنفرت الفرق الطبية من “الصحة” و”المحافظة”، إلا أن أهالي المنطقة استغربوا عدم وجود سيارة إسعاف في مستوصف التجمع، ما اضطر الأهالي لإسعاف التلاميذ بالحافلات و”السرافيس”، علماً أن هناك مطالبات عديدة من المعنيين في التجمع بضرورة فرز “صحة القنيطرة” سيارة للمستوصف.
وفق الجغرافية
مدير صحة القنيطرة الدكتور عوض العلي أوضح أن من الصعوبة تأمين سيارة إسعاف لكل مركز صحي، مشيراً إلى أن عدد المستوصفات على مستوى القطر يزيد عن ألف وخمسمائة مستوصف وعدد السيارات أقل بكثير من هذا العدد، مبيناً أن عمل منظومات الإسعاف يتمّ وفق توزيع جغرافي يكون تابعاً للمحافظة التي يتواجد عليها، وتجمع جديدة الفضل يقع في محافظة ريف دمشق، وبالتالي فإن تغطيته بسيارات الإسعاف تتمّ عن طريق مديرية صحة ريف دمشق، خاصة وأن منظومة إسعاف القنيطرة تعمل على أرض محافظة القنيطرة كون القنيطرة تحتاج إلى سيارات إسعاف أكثر نتيجة قلة المشافي في المحافظة، علماً أن عدد سيارات الإسعاف في المحافظة 12 سيارة فقط، لافتاً إلى وجود المشافي في دمشق وريفها، وقربها من المنطقة يمكن أن تتوفر سيارات الإسعاف بشكل أكبر.
وصايا اللجنة
وكانت وزارة الصحة وبالتعاون مع وزارة التربية والمحافظ قد شكّلت لجنة طبية لمعرفة السبب الدقيق لظهور آثار جانبية للقاح.
مدير الصحة لفت إلى أن اللجنة أوصت بمتابعة كافة اللقاحات بعناصر مشتركة بين الصحة المدرسية، وبمؤازرة من مديرية الصحة بالقنيطرة. ورغم جزم مدير الصحة بأن اللقاحات بشكل عام سليمة، إلا أن اللجنة أوصت بدراسة صحة اللقاحات التي أعطيت في آخر يوم عند حدوث الأعراض الصحية على التلاميذ، علماً أن التأكيدات سليمة، ولكن ما ظهر هو نتيجة حساسية ووجود تلاميذ كانوا يعانون من ارتفاح حرارة مسبق قبل اللقاح، حسب كلام مدير الصحة.
اللقاح آمن
وكانت مديرة الصحة المدرسية في وزارة التربية، الدكتورة هتون الطواشي، قد بينت أنه خلال قيام فريق اللقاح المدرسي بتلقيح طلاب الصف السادس في مدرسة فواز شنوان، في جديدة الفضل، باللقاح الثاني “الكهلي”، وعددهم ٩٨ طالباً، وهم موجودون في المدرسة، لاحظ فريق التلقيح وجود بعض الأعراض الجانبية لدى بعض الطلاب على شكل ألم بطني وإقياء ودوخة لـ ١١ طالباً.. تمّ تقديم الإسعافات الأولية لهم، ومعظمهم تحسّن ضمن المدرسة وبعضهم نقل إلى مركز صحي بجانب المدرسة وتمّ التداخل ببعض الإجراءات البسيطة، وهناك ٣ حالات نقلت إلى المشفى بسبب التعرض للإغماء، وقدمت لهم التدابير الخاصة من خلال إعطاء الأوكسجين وجلسة رذاذ وتمّ تخريجهم وحالتهم جيدة، مشيرة إلى أن اللقاح آمن ومعظم المحافظات أنهت التلقيح، وبلغ عدد الطلاب الذين أخذوا اللقاح حتى الآن أكثر من ٣٥٠ ألفاً، ولم تظهر أي أعراض جانبية عليهم.
وطلبت مديرة الصحة المدرسية في وزارة التربية من الأهالي الاطمئنان بشكل تام على أطفالهم ليس فقط لجهة سلامة اللقاح، بل لجميع جوانب العناية بصحة الطلاب.
يُشار إلى أن وزارة التربية بدأت حملات اللقاح المدرسي في شهر تشرين الأول الماضي دون أي حالات مشابهة أو حالات تُذكر.