الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات
أبو ظبي-سانا
نظمت الأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع كرسي اليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي والقانون المقارن جامعة روما يونيتيما سابينزا – إيطاليا على هامش المؤتمر العالمي لتعليم الثقافة والفنون الذي نظمته اليونيسكو مؤخراً بمركز أبو ظبي الوطني للمعارض جلسة حوار تفاعلية بعنوان (دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة) ضمت خبراء من أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا وأوروبا.
وقال عضو مجلس أمناء الأمانة فارس كلاس خلال الجلسة: “إن مناقشة دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم هي مناقشة وثيقة الصلة بمؤتمر اليونيسكو وبالمجتمعات التي نأتي منها ونخدمها وتحديداً في عالم سريع التغير، حيث يشكل العصر الرقمي والعولمة فرصاً وتحديات”، مضيفاً : إن أهمية حماية التراث الثقافي غير المادي أصبحت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، وتمتد مسؤوليتنا الجماعية إلى ما هو أبعد من الحفاظ على المعرفة، إلى ضمان نقل المعرفة والمهارات والممارسات التي تحدد روح المجتمعات، ويصبح التعليم حجر الزاوية في هذا المسعى.
وتساءل كلاس عن إمكانية تحسين الأساليب التعليمية لحماية التراث الثقافي غير المادي بشكل فعال، مبيناً أن هذا السؤال يقع في قلب جلسة الحوار والإجابة عنه تساهم بتقديم رؤى حول النماذج التعليمية المبتكرة التي تسد الفجوة بين التقليد والحداثة.
وقال كلاس: “إن أحد الجوانب الحاسمة هو الفهم الدقيق لحقيقة أن السياقات المختلفة تتطلب أساليب مختلفة، وإننا نتطلع في مثل هذه الحوارات التفاعلية إلى معرفة وجهات النظر الفريدة التي يشكلها تاريخ البلدان وتقاليد شعوبها وتحدياتهم المعاصرة، مع مشاركة الأمثلة العملية للمبادرات التعليمية التي تتكيف مع الاحتياجات المحددة لهذه المناطق، والتركيز على أهمية الإستراتيجيات الخاصة بالسياق”.
وأضاف كلاس: “في بعض أنحاء العالم، لا يمكن المبالغة في تقدير تأثير الصراعات والحروب والنزوح على التراث الثقافي غير المادي، علاوة على ذلك، هناك تحديات حقيقية وخطيرة تواجهها المجتمعات التي تعاني من العقوبات الاقتصادية والفجوة الرقمية، في عصر يتم فيه توزيع الوصول إلى المعلومات بشكل غير متساو”.
وأكد كلاس أهمية الوعي للمسؤولية الجماعية التي نتحملها ومن خلال فهم وجهات النظر والخبرات المتنوعة المشتركة في مثل هذه الجلسات التفاعلية فإننا نمهد الطريق لنهج أكثر شمولاً واستنارة ومرونة تجاه التراث الثقافي غير المادي في التعليم، ومعاً يمكننا المساهمة في مستقبل لا يتم فيه الحفاظ على ثراء تراثنا المشترك فحسب، بل يزدهر في قلوب وعقول الأجيال القادمة.
يذكر أن مؤتمر اليونيسكو جمع وزراء الثقافة والتعليم من جميع أنحاء العالم بهدف اعتماد إطار اليونيسكو لتعليم الثقافة والفنون والعمل على توحيد وكالات الأمم المتحدة ذات الصلة والمنظمات الحكومية الدولية وشبكات اليونيسكو والشركاء في مجال الثقافة والتعليم لتبادل الممارسات والأفكار المبتكرة، فضلاً عن تعزيز التحالف العالمي لتعليم الثقافة والفنون.
واعتمدت الدول الأعضاء في اليونيسكو بالإجماع إطاراً عالمياً جديداً لتعليم الثقافة والفنون وقُطعت عدة التزامات، كان من بينها الالتزام بتعزيز أولوية تعليم الثقافة والفنون في أثناء تدريب المعلمين، والتركيز بقدر أكبر على الثقافات المحلية وثقافات الشعوب الأصلية في التعليم، وتحسين الاعتراف بالمهارات الفنية والثقافية في الأوساط المهنية.