عقوبات كبيرة في الدوري الممتاز.. والشغب مستمر إلا إذا!
ناصر النجار
أصدرت لجنة الانضباط والأخلاق في اتحاد كرة القدم حزمة جديدة من العقوبات بعد مباريات الأسبوع الثاني من إياب الدوري الكروي التي امتدّ الشغب إلى العديد من مبارياته، كان أبرزها مباراة حطين مع الفتوة التي خسرها حطين بهدف دون مقابل، وبهذه الخسارة ابتعد حطين عن منافسته للفتوة المتصدّر بفارق سبع نقاط وتراجعت آماله بالمنافسة على الصدارة واللقب، وهو ما أدى إلى شغب مستطير طال الملعب بالأذى والتكسير ومحاصرة الحكام وغيرها من المشاهد التي كنا لا نتمنى رؤيتها في ملاعبنا.
العقوبات التي صدرت كلفت النادي الأموال الكثيرة وحرمته من جهود بعض كوادره ولاعبيه، وفرضت على الفريق اللعب خارج أرضه حتى نهاية الموسم.
المشكلة أن سبب ما حدث كله كان من كوادر الفريق وبعض لاعبيه الذين أشعلوا فتيل الشغب، وأرادوا بذلك الانتقام من خسارتهم بخسارة أكبر، وأكثر من مرة قلنا إن الشغب مصدره داخل الملعب وليس على المدرجات، فالجمهور يتفاعل مع الأحداث حسب مقتضيات أرض الملعب، فعندما ينضبط كوادر الفريق واللاعبون سينضبط الملعب، ولكن للأسف فإن أرض الملعب ما زالت تعجّ بالفوضى والمراقبون غير قادرين على ضبط تصرفات المشاغبين، سواء على أرض الملعب أو بعد المباراة.
ولا شكّ أن هناك تقصيراً واضحاً برصد مثل هذه الحالات في العديد من المباريات التي تطوى بعض فصولها مع نهاية المباراة.
الحديث عن الشغب يطول كثيراً، والتبرير الذي يحمله البعض بأنهم غير قادرين على ضبط الجمهور هو تبرير غير منطقي، لأن بعض الإدارات هي من تثير الشغب، ولأن بعض الكوادر من خلال الاعتراض وما شابه ذلك يمارسون عملية الضغط على الحكام، وهذا بمجمله يثير الجمهور ويشعل فتيل الشغب.
الشيء المهمّ أن الحوادث التي جرت بملعب الباسل في اللاذقية اقتصرت على أضرار بالملعب، ولكن هل ننتظر لتحمل المباريات ضحايا من أجل نقطة أو هدف؟
العقوبات الصادرة، وإن كانت شديدة، والمفترض أن تكون رادعة، إلا أنها لن تكون كذلك إلا إذا اقتنع مثيرو الشغب بأن الرياضة فوز وخسارة، والحكم يصيب ويخطئ، والهدف الذي نرسم له إن لم يتحقق اليوم نحققه في الموسم المقبل.
نتمنى أن نتابع ما تبقى من مباريات الدوري والكأس في هذا الموسم بجمال الأداء بعيداً عن كل شطط وخروج عن الأخلاق الرياضية، فكفانا آلاماً وكفانا أزمات.