محور المقاومة من دونباس إلى غزة
تقرير إخباري
أشار الصحفي والمحلل البرازيلي “بيبي اسكوبار” إلى أنه خلال رحلته الأخيرة إلى دونباس، تابع عن كثب كتائب المسيحيين الأرثوذكس التي تدافع عن أرضها نوفوروسيا، حيث أصبح من الواضح أن المقاومة في هذه الجمهوريات الروسية المحرّرة حديثاً تخوض المعركة نفسها التي تخوضها نظيراتها في الشرق الأوسط. فبعد مرور ما يقرب من عشر سنوات على “الميدان” في كييف، وسنتين على بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، أصبح تصميم المقاومة أقوى، ومن المستحيل تحقيق العدالة الكاملة لقوة ومرونة وإيمان شعب دونباس، الذي يجد نفسه على الخطوط الأمامية للحرب التي تخوضها الولايات المتحدة ضد روسيا بالوكالة.
وأوضح أن المعركة التي يخوضونها منذ عام 2014 فقدت غطاءها وكشفت أنها في جوهرها حرب كونية للغرب الجماعي ضد الحضارة الروسية، ولذلك فإن القصف المستمر للمدنيين الروس في دونباس يعدّ هجوماً على روسيا، وهي تشترك في المنطق نفسه مع حركة المقاومة في اليمن، وكما كانت التربة السوداء الخصبة لروسيا الجديدة هي المكان الذي انتهى فيه “النظام الدولي القائم على القواعد”، فإن قطاع غزة في الشرق الأوسط قد يكون في نهاية المطاف المكان الذي ستهلك فيه الصهيونية.
فالنظام القائم على القواعد والصهيونية، حسب الصحفي، من البنى الأساسية للعالم الغربي الأحادي القطب، وقد تشكّلت اليوم خطوط الصدع الجيوسياسية الساخنة: الغرب الجماعي ضد محور المقاومة، والغرب الجماعي ضد روسيا، وقريباً جزء كبير من الغرب ضد الصين، ولو على مضض.
ولفت اسكوبار إلى الإذلال الكوني المستمر الذي يتعرّض له حلف شمال الأطلسي في سهول نوفوروسيا، والذي ينعكس في السرد الأنغلو-أمريكي الصهيوني الذي يسير أثناء نومه نحو حريق أكبر في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث يصرّون بشكل محموم على أنهم لا يريدون الحرب، بينما يقصفون جميع نواقل محور المقاومة.
وأشار إلى أن روسيا المتعدّدة الأقطاب، التي تضمّ أعداداً كبيرة من المسلمين المعتدلين، تشعر غريزياً بالقلق إزاء المحنة التي يعيشها الفلسطينيون، ثم هناك عامل بريكس+، حيث يمكن للرئاسة الروسية الحالية أن تجتذب الاهتمام الكامل للأعضاء الجدد إيران والسعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، من أجل اقتراح حلول جديدة لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، موضحاً أن هدف “إسرائيل” هو السعي للتطبيع مع عدد من الدول العربية دون معالجة القضية الفلسطينية، أي “جعل القضية الفلسطينية تختفي”.
وشدّد على أن محور المقاومة في الشرق الأوسط، انطلق وهو يحمل عدداً كبيراً من الأوراق العسكرية والاقتصادية التي لم يتم لعبها بعد، بينما يقاتل محور المقاومة السلافية دون كلل منذ عامين، وقد بدأ للتوّ في رؤية ضوء محتمل، مرتبط بسقوط أدفيفكا، في نهاية النفق الموحل، مؤكداً أن حرب المقاومة هي حرب عالمية، يتم خوضها في ساحتين فقط، في حين أن العدو، المهيمن، في حالة سقوط اقتصادي، وليس لديه تفويض وطني لحروبه، ولا يقدّم أي حلول. وسواء على تربة دونباس السوداء والموحلة، أم على شواطئ غزة على البحر الأبيض المتوسط، أم في الممرات البحرية الرئيسية في العالم، فإن محور المقاومة سوف يستغرق كل الوقت اللازم لتحويل “بؤر الألم” إلى “بؤر الأمل”.
هيفاء علي