عيد الرياضة.. بأي حال عدت يا عيد؟
المحرر الرياضي
“بوست” صغير على صفحة الاتحاد الرياضي العام على مواقع التواصل الاجتماعي كان كفيلاً بتذكير الرياضيين بأن عيد الرياضة الثالث والخمسين قد حلّت ذكراه يوم أمس، وذلك في زحمة الأحداث الكثيرة التي تعجّ بها رياضتنا، وخاصة من ناحية دوري كرة القدم الذي نال ما لا يستحق من اهتمام وحتى دعم ورعاية.
عيد الرياضة ليس مناسبة عابرة أو هامشية، بل على العكس هو المنطلق الأساس لرياضتنا، فهو ذكرى إصدار المرسوم رقم 38، لعام 1971، الذي قضى بإحداث منظمة الاتحاد الرياضي بشكلها الحالي، أي أن عيد الرياضة هو ذكرى انطلاق المنظمة الأم لكل الرياضيين.
ولأن العام الحالي هو الأخير من عمر الدورة الرياضية الحالية قبل البدء بدورة جديدة مطلع العام المقبل، فإن بيت الشعر الشهير للمتنبي: عيدٌ بأي حالٍ عدت يا عيد، يمكن إسقاطه بحرفية على واقع رياضتنا التي تتزاحم فيها المشكلات وتزداد عاماً بعد عام، وخاصة في ظل المكتب التنفيذي الحالي الذي لم يقدم ما كان يُرجى منه، إن كان على صعيد التخطيط أو التنفيذ.
فالتوجّه نحو بناء الحجر كان اللافت في السياسة الرياضية الحالية، مع عدم إيلاء بناء البشر الاهتمام المنتظر، وبعبارة أبسط كان الهمّ والاهتمام هو الصالات والاستثمارات، فيما لم نسمع عن خطة لصناعة أبطال على المدى الطويل أو القصير، فكان التوجّه نحو التجنيس تارة والاعتماد على المغتربين تارة أخرى!.
أما الناحية التنظيمية فليست بأفضل أحوالها. وعلى سبيل المثال، اجتماع المجلس المركزي، الذي يعدّ الهيئة الرياضية الأعلى بعد المؤتمر العام، لم يعقد منذ سنتين، وهو الذي يجب أن يجتمع مرتين في العام أو كلما دعت الحاجة. وعلى ما يبدو، فإن الحاجة لعقده غير متوفرة في ظلّ عدم وجود أي صعوبات تحتاج لحلول، كما أن التغييرات في اتحادات الألعاب والتنفيذيات لأسباب شخصية أحياناً لم تتوقف، وكأن الاستقرار أمر بعيد المنال عن مفاصل رياضتنا.
من جهة أخرى، ولكي نكون موضوعيين، فإن العام المنقضي شهد نجاحات لرياضتنا مثل الدورة العربية أو التتويجات المتميزة للفروسية، واستمرار البطل معن أسعد في حصد الميداليات، لكن هذه الإشراقات قابلتها مشاركات غير ناجحة في العديد من الأحداث أبرزها الدورة الآسيوية.
خلاصة القول: عيد الرياضة من المفترض أن يكون مناسبة لإعادة الحسابات وتقييم الذات وتقويم الأخطاء، خاصة وأن الفترة المتبقية من عمر الدورة الرياضية الحالية باتت قصيرةً، واتخاذ بعض القرارات وخاصة المالية منها قد يحسّن الأوضاع نسبياً ويعيد الحياة لبعض الرياضات التي تسير بخطا ثابتة نحو الاندثار.