ثقافةصحيفة البعث

في معرضها الفردي الثاني.. سلام أحمد تحتفي بالإنسان والطبيعة

آصف إبراهيم 

رغم أهمية وكثافة النشاطات الفنية التشكيلية التي تشهدها مدينة حمص، إلا أن صالات العرض الخاصة ما زالت غائبة عن الساحة لأسباب ترتبط بمجملها بشح المردود المادي، لكن “غاليري سهر”، الذي تديره الفنانة التشكيلية سهر ونوس، يسعى لكسر هذا الركود، وتمهيد الطريق أمام عودة الحياة إلى صالات العرض الخاصة من خلال استضافته لمعرض الفنانة التشكيلية سلام أحمد، الذي يضم نحو 38 لوحة بمقاسات مختلفة إلى جانب ثلاثة أعمال نحتية.

تجسد أحمد في معرضها الفردي الثاني، الذي يأتي بعد معرض  استضافته صالة اتحاد الفنانين التشكيليين العام الفائت، حالات إنسانية متنوعة عبر تكوينات لونية زيتية تتوزع بين المذهبين التعبيري والتجريدي بأسلوب خاص يمنحها حالة من التفرد والاستقلالية.

تتنقل لوحات المعرض بين الحالات الإنسانية المتنوعة من فرح ووجع وانتظار وأمل، إلى جانب علاقة الإنسان ببيئته المحيطة وتأثيرها عليه بطريقة فلسفية، حيث  توظيف اللون يعطي الموضوع بعده الدلالي عندما تستخدم الألوان الرمادية الهادئة لتحقيق التوازن اللوني.

يقدم المعرض تجربة الفنانة سلام من الناحية التعبيرية التجريدية، ومن خلال توظيف عناصر مواضيعها لخدمة هدفها في إبراز الجانب الإنساني، وعلاقته بالبيئة المحيطة بشكل فني راق. وهي في ذلك تحقق نقلة نوعية على مستوى اللوحة والتكوينات واللون، عبر جرأتها بالتعاطي مع الألوان والتكوين، وتناولها للموضوعات الإنسانية العامة، حيث تصور الإنسان كعنصر جمالي بعيد عن التشوهات الاجتماعية، وتشرك عناصر الطبيعة وكأنها تحتفي بالحياة، كرد فعل تجاه الحرب والمآسي التي نعيشها فتسعى بالريشة والألوان لخلق عالم أجمل ضمن لوحاتها.

تقول سلام: اللوحة من خلال أسلوبها ومضمونها تعبّر عن حالتي النفسية، حيث أعمل على خلط مجموعة من الألوان الزاهية المفرحة مع الألوان القاتمة المحزنة لأحقق حالة بصرية متوازنة. والمرأة بطلة لوحاتي والعنصر الأساسي في مواضيعها، لأنها ترمز للحياة والجمال والمحبة، وهي عبر سماتها المتنوعة تمتزج مع الفكرة الفنية لتعطيها الجانب الجمالي في الشكل والروح.

الفنانة التشكيلية سلام أحمد خريجة كلية الحقوق، وعضو في اتحاد الفنانين التشكيليين، صقلت موهبتها الفنية في معهد صبحي شعيب للفنون، وفي رصيدها الفني نحو 36 مشاركة في معارض جماعية، وهذا المعرض الفردي الثاني لها.

حصلت على شهادات تقدير عديدة، وساهمت في رسم جدارية “طريق السلام” بكلية الطب البشري بدمشق مع فريق سلام التنموي، وفي جدارية “وطن شرف إخلاص” مع فريق مدى الثقافي.