أوروبا تلعب بنار البحر الأحمر
تقرير إخباري
أطلق مجلس الاتحاد الأوروبي رسمياً ” عملية “أسبيدس”، أي الدّرع باليونانية، وزعم أنّها نوع من العمليات الأمنيّة البحريّة الدفاعيّة، على الرغم من عدم التهديد اليمني للملاحة الأوروبيّة في البحر الأحمر وخليج عدن. في الواقع إن من يضلل العالم هي الولايات المتحدة بشأن ما يجري في البحر الأحمر، سعياً منها لتوريط دول أوروبا في الحرب، واختلاق أزمة دولية تحمّل اليمن تبعاتها للتغطية على تدخلها غير المشروع لحماية الملاحة الصهيونية.
وحول التفاصيل العسكرية المرتقبة، أوضح بيان العملية أن المهمّة العسكرية تشمل “مرافقة السفن في البحر”، حيث سيكون مقرّ القيادة في مدينة لاريسا شمالي وسط اليونان.
ومن خلال ما ورد في البيان فإنّ هناك إشارات تفضح المخطّط الحقيقي للعملية، حيث تتطابق هذه الإشارات مع الخطط الجيوستراتيجية الأمريكية في المنطقة، حين أشار البيان الأوروبي إلى أن العمليات تشمل مضيقي باب المندب وهرمز والمياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عُمان والخليج العربي.
الاتحاد الأوروبي هنا يعلن اصطفافه العسكري مع الكيان الصهيوني لحماية مصالح الكيان كون الملاحة الإسرائيلية وحدها المستهدفة حصراً من القوّات المسلّحة اليمنية، وهو تطوّر أوروبي جماعي يتخطّى نطاق النفاق والغطاء السياسي الأوروبي والدولي بشكل عام للجرائم الصهيونية.
يقول القيادي الجنوبي، عبد العزيز قاسم، إن “دخول أوروبا على خط الصراع في البحر الأحمر هو دليل قاطع على الإفلاس الأمريكي – البريطاني، لكننا في ذات الوقت أمام تساؤلات كثيرة عن الأسباب أو الخلفية التي استدعت إيكال الدور للمهمة الأوروبية، لا شك أن الصراع المحتدم ليس منذ فترة قريبة، بل ممتد لحقب طويلة حيث كانت البحار وخاصة باب المندب هدف استراتيجي للأطماع الاستعمارية، ولا يخرج ما يدور في هذه المرحلة عن ذات السياقات”.
وكتب عضو المجلس السياسي الأعلى لحركة أنصار الله، محمد علي الحوثي، على منصة إكس: “نقول للأوروبيين لا تلعبوا بالنار ولستم بحاجة لمساندة الولايات المتحدة لحماية الكيان المحتل (يقصد السفن الإسرائيلية) وخذوا العبرة من بريطانيا”، في إشارة إلى استهداف الجماعة عدداً من السفن البريطانية التي تقدّم دعماً لنظيرتها الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر.
وأضاف: “أية حماقة ترتكبونها ستجنون بها على سفنكم وملاحتكم.. وقد أعذر من أنذر”. وتابع مخاطباً الاتحاد الأوروبي: “تواجدكم يزيد من عسكرة البحر الأحمر ويستهدف الملاحة الدولية ويؤّثر على سلاسل الإمدادات الغذائية لمتاجر بلدانكم”.
يذكر أنه تضامناً مع قطاع غزّة الذي يتعرّض منذ السابع من تشرين الأول 2023 لحرب إسرائيلية وحشية بدعم أمريكي، تستهدف عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، بصواريخ ومسيّرات، سفن شحن تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، أو تتجه إلى موانئ إسرائيلية. ومع توتر الوضع، وعقب قيام الولايات المتحدة وبريطانيا بشن غارات وضربات صاروخية ضدّ أهداف للقوات المسلحة اليمنية في العمق اليمني، أعلنت القوات المسلحة أنها باتت تعدّ كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب.
د.معن منيف سليمان