الأمين العام للحزب د. بشار الأسد يلتقي مجموعة من المفكرين والأكاديميين والكتّاب البعثيين
دمشق – البعث
التقى الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي الرئيس بشار الأسد اليوم مجموعة من المفكرين والأكاديميين والكتّاب البعثيين في حوار عن دور الحزب في مستقبل سورية على المستوى السياسي والوطني والاقتصادي والاجتماعي، والتمايز الكبير بين الإيديولوجيا الحزبية والممارسة الحزبية، وعن السباق الانتخابي الحزبي والتغيير الذي يريده البعثيون داخل منظومة حزبهم، إضافة إلى عناوين أخرى فكرية ووطنية.
وانطلق الحوار من عناوين وطنية وأخرى حزبية وثالثة تتعلق بالفكر والهوية، مركزاً في خطوطه الرئيسية على الرؤية الشاملة المطلوبة للتغيير وبنائها عبر الحوار العميق الذي ينتج عنه عناوين ترسم أسس تلك الرؤية، ومؤكداً أن أي إجراءات لن تكون ذات قيمة ما لم تكن جزءاً من رؤية متكاملة.
ثم طرح المشاركون في الحوار جملة من الأسئلة تركزت حول الانتخابات الحزبية الجارية حالياً، وهل ستأتي بتغيير كبير أو بأسماء جديدة كلياً، وما المعيار الذي يقاس به نجاح التجربة الانتخابية من عدمها، ومتى نقول إن انتخابات البعث كانت ناجحة كحالة سياسـية وفكرية؟
وفي معرض ردّه على هذه التساؤلات، رأى الأمين العام أن أهم ما في الانتخابات ليست الأسماء التي تفوز فيها، وإنما المشاركة الواسعة بها؛ لأن نتائج الانتخابات حينها تعكس قرار ورغبة الأغلبية، وهذا هو جوهر الانتخابات.
وأضاف الرفيق الأمين العام: إن هدف المشاركة في الانتخابات تحقق، والنقطة الأهم هي كيف سنعكس تجربة الانتخابات في المرحلة اللاحقة.
وتابع الرفيق الأسد: تمكنّا من وضع نظام انتخابي جيد بالنسبة للظرف الحالي، وحققنا المشاركة في الانتخابات، كما أن تجربة الانتخابات هي مجرّد إجراء جزئي من سلسلة عمليات التطوير، ونجاحها يرتبط بعدة معايير منها ما هو متعلق بمدى اتساع المشاركة التي تعبّر عن الأغلبية، مبيناً أن الحوارات التي تجري اليوم ضمن الساحة الحزبية هي معيار من معايير نجاح تلك التجربة الانتخابية.
وخلال الحوار المفتوح تبنّى بعض المفكرين المشاركين تقييماً مفاده أن البنى الحزبية داخل البعث هي فقط من الأعلى إلى الأسفل، وأنه كان يوجد تقصير تجاه القواعد والمنتسبين.
وخلال ردّه على هذا التساؤل، اتفق الرفيق الأمين العام مع وجهة النظر تلك، طارحاً مبدأ التشارك في القرار عبر الحوار بين كل المستويات الحزبية، ما ينتج رأياً جامعاً يمثل الأغلبية، مشيراً إلى أن الحزب الحيوي يبحث عن الكيف وليس عن الكم، ويهتم بأن يوسع قاعدة مناصريه، وليس أن يزيد عدد أعضائه فقط.
بعد ذلك، تطرّق المشاركون في الحوار إلى العلاقة الناظمة بين الحزب والسلطة، حيث أكد الرفيق الأسد على أن علاقة الحزب تجاه السـلطة التنفيذية تحكمها السياسات والتوجهات التي يضعها بصفته حزباً حاكماً، فيما تكون الحكومة مسؤولة عن تنفيذ تلك السياسات، منوهاً بأن صناعة الرؤية الشاملة للحزب تشمل فكر الحزب، وتشمل آليات عمله وتشمل هيكلياته.
وتابع: إنه كلما ابتعدت الأحزاب عن الانخراط في السلطة التنفيذية، وركزت دورها على وضع السياسات والإشراف على تنفيذها، كانت النتائج أفضل.
واختُتم الحوار بالتركيز على دور الحزب في حماية الهوية من الصراعـات التي تستهدفها، ومواجهة التحديات التي يعيشها مجتمعنا، والمتمثلة باللـيبرالية والهيمنة الفكرية التي يسعى الغرب لتكريسها عبر القوى الناعمة التي يمتلكها، ويسيطر عليها فهم جديد جماعي.