Uncategorizedثقافةصحيفة البعث

إضاءة على شعراء في الظل..

حمص – سمر محفوض

تناولت محاضرة “شعراء في الظل” التي قدّمها الأديب عيسى إسماعيل، في كاتدرائية الروح القدس بحي الحميدية في حمص، حياة وشعر عدد من الشعراء في حمص ومنهم الأديب منير كلاليب ومحمد فرج وعزيز حناوي.

وأشار إسماعيل إلى وجود شعراء منسيين في تاريخنا الثقافي، وذلك لأسباب تتعلق بالحالة الاجتماعية والشخصية، منها عدم الرغبة بالظهور، كما أن البعض الآخر عدّ الكتابة والإبداع أمر شخصي  ومحصور في نطاق ضيق مثل الأديب منير كلاليب وعباس طراف وعزيز حناوي وراتب أتاسي ومحمد فرح وسواهم من “مدينة الشعر والشعراء”، كما يطلق على حمص التي احتفت بأجيال شعرية مختلفة، مبيناً أنّ ثمة حراك ثقافي وشعري ظهر في خمسينيات القرن الماضي، ولا يزال مستمراً إلى يومنا هذا.

وتناول إسماعيل حياة منير كلاليب بشرح مطول، موضحاً أنه كتب الشعر وهو في الثالثة عشر من عمره ١٩٢٠، وأنه كان شاعر مناسبات بامتياز كبقية شعراء مرحلته، وكتب الوطني والوجداني والعاطفي وطبع ديوانه الشعري “من شعر منير كلاليب” في مكتبة النوري بدمشق عام ١٩٦٥، وله مخطوطات عدّة منها ديوان شعري بعنوان  “غرام وانتقام” وديوان “شؤون اجتماعية”، و”ملحمة شعرية مؤلفة من قصيدة واحدة من تسعمائة وستة أبيات، والقافية همزيه لا تتكرر، وكتاب “الإصابة تعليم القراءة بعد الكتابة”، وهو معتمد من وزارة المعارف في ذلك الزمان.

ولفت إسماعيل إلى أن الكثير من الأدباء الشعراء في مدينة حمص تتلمذوا على يده، ومنهم الشاعر عبد الكريم الناعم، وقصي أتاسي، وغازي طليمات، وسبيع حاكمي وسواهم، مضيفاً: “قال منير كلاليب مديحاً بأهل مصر، وذلك لاستنكارهم قصف البرلمان السوري ٢٩ أيار ١٩٤٥”، إذ قال:

حنو عليها وآسوها غداة بها

عاثت فرنسا وسامت أهلها حربا

وتابع إسماعيل: “كان الكلاليب مؤمناً بالوحدة العربية، ووطنياً بامتياز، فبناء الوطن والارتقاء به كان هاجساً نبيلاً رافقه طوال حياته”.

وفي شعر الغزل عند الكلاليب قال إسماعيل: “إنه أقرب إلى العذري، فيتحمل الألم والمعاناة لصدود الحبيبة حيث يقول في قصيدته “اعتذار واستعطاف”:

هل من سبيل أن يطيف خيالها

فعساي أبرأ إن رأيت خيالها

وبيّن إسماعيل أن الشاعر منير الكلاليب من أبناء المدرسة الاتباعية الكلاسيكية، وقد تمكن من ناصية اللغة، إذ امتلك شعره القوة في جانبيه الفني والفكري، واصفاً إياه بـ”الشاعر المعلم” الذي عشق وطنه ومدينته.

ووصف إسماعيل تجربة الشاعر عزيز الحناوي بالغنية، إذ اهتم الحناوي بموضوعات الشعر العربي والوطني والغزل والفخر والرثاء، وقصائده تمتلئ  بمحبة الوطن وتدعو إلى التمسك بترابه والزود عنه، أما في شعر الغزل فهو يذكرنا بشعراء الغزل المعروفين, لافتاً إلى أن الحناوي بدأ بكتابة الشعر في بداية شبابه المبكّر، وصدر له مجموعتان شعريتان هما: “لمن أغني ونسمات وجمرات وله كتاب في النحو والإملاء والصرف”.

وسلط عيسى إسماعيل الضوء على الشاعر محمد إبراهيم فرج الذي تفتحت قريحته في وقت مبكر، فكتب الشعر وهو في الصف الثامن الإعدادي, وأنه كتب قصيدة التفعيلة مع أنه من أنصار القصيدة العمودية، وهو شاعر متمكن من الأوزان الشعرية، وفي جعبته ستة دواوين مخطوطة في الشعر الوطني وشعر الغزل غير مطبوعة حتى اليوم، وقد كتب قصائد عميقة تمجد الشهادة والشهداء ولديه قصائد عديدة في شعر الزجل.