ثقافةصحيفة البعث

“غاردينيا” يستعيد الزمن الجديد بـ”أولدز بالعربي” ويهديه إلى المايسترو حرب

ملده شويكاني

“قلبي ولا البحر الهايج، عيني ولا الجمرة الليلة” أغنية “الليلة ياسمرا” ألحان أحمد منيب وغناء محمد منير، كانت بأصوات فتيات كورال غاردينيا بأمسية “أولدز بالعربي” في دار الأوبرا على مدى يومين لإقبال الجمهور ومحبي الكورال.

وهذه أول أمسية تقدم بعد هجرة المايسترو غادة حرب إلى كندا بعدما أسست الكورال في عام 2016 وحقق انتشاراً كبيراً وحصل على جوائز، وبالتأكيد تركت فراغاً كبيراً على المسرح لحضورها الجميل وأسلوبها بالقيادة، لكن فتيات الكورال استطعن أن يستحوذن على إعجاب الجمهور وتفاعله المندمج بالحنين لأجمل الأغنيات العاطفية التي انتشرت في سبعينيات القرن الماضي إلى التسعينيات وحملت تجديدات موسيقية، ضمن مجموعة متقاربة لماجدة الرومي ومحمد جمال وملحم بركات وطوني حنا وراغب علامة، كما غنى الكورال لنبيل شعيل وحميد الشاعري بثلاثة أصوات (سوبرانو أول- سوبرانو ثان- آلتو) وبتنوع بالتوزيع بين سفانة بقلة وهبة فاهمة وياسمين محمد، واعتمد على توزيع الكورال في مواضع بالتناوب بين الآهات والتمتمات والمقاطع الغنائية بمشاركة الساكسفون ـ أحمد ناصح ـ الذي كان له الدور الأول بالمرافقة الغنائية والفواصل والحوارية ضمن تشكيلة البيانو والغيتار والدرامز والإيقاع.

كما تألقت الأمسية بصورة المذياع القديم على الشاشة الموحي بالحنين إلى زمن مليء بالذكريات الجميلة.

الآهات والغناء

بدأ الكورال بافتتاحية بالغناء من دون مرافقة لأغنية “لما طل من الشباك” ألحان مروان وغدي الرحباني وغناء فاديا طنب توزيع سفانة بقلة، ومن ثم المرافقة الموسيقية وتناوب الآهات مع الغناء والقفلة مع الدرامز.

دور الساكسفون

وبتفاعل جميل مع أغنية حكمت وهبي ـ ألحان إلياس الرحباني- توزيع سفانة بقلة- التي بقيت حتى الآن في الذاكرة- “آه ياتمارا” بدور الدرامز والبيانو ودور الساكسفون بالفواصل والتناوب بالتمتمات والغناء، وزاد من تأثيرها صورة السيارة الحمراء على الشاشة.

توزيع الكورال

وتغير النمط مع أغنية ملحم بركات “حبيتك وبحبك” ـ ألحان الأخوين رحباني “قلت لك وبقلك هوانا مكتوب على ورق الأسرار” – مع تأثير الآهات لتوزيع جزء من الكورال مع الغناء للجزء الآخر، بدور البيانو –راما نصري- ومن ثم الساكسفون بالقفلة.

وكان لأغنية محمد جمال وقع كبير على الجمهور مع التشكيلة الموسيقية “كنا أنا وإنت نتمشى عل الطرقات” ألحان إلياس الرحباني توزيع ياسمين محمد.

كما تميزت أغنية خطرنا على بالك ـ ألحان رفيق حبيقة وغناء طوني حنا، بمرافقة الساكسفون مع الغناء وبحواريات صغيرة مع الصوت البشري، وبالفاصل الموسيقي.

وبتفاعل كبير بتصفيق الجمهور تابع الكورال بغناء “صادني  في غرامه” ألحان عبد الله الرميثان ـ غناء نبيل شعيل ـ توزيع سفانة بقلة بدور الغيتار ضمن اللحن المتجدد وتأثير الدرامز.

وبعد برنامج حافل ومتنوع، اختتم كورال غاردينا الأمسية بأغنية “قومي تانرقص ياصبية” لسامي كلارك بتصفيق الجمهور ومشاركته الإيقاع، وفاصل البيانو والساكسفون.

البوب والديسكو

وبعد الأمسية، أوضحت الموسيقية سفانة بقلة مديرة وقائدة كورال غاردينيا في حديثها مع “البعث” أن التحضير للأمسية بدأ مع المايسترو غادة حرب قبل سفرها، وتم اختيار مجموعة من الأغنيات العاطفية الدارجة التي حققت انتشاراً وشهرة في زمن متقارب من السبعينيات حتى التسعينيات، وكانت مرافقة لمرحلة الديسكو الذي تزامن مع فترة بداية انتشار موسيقا البوب في العالم الغربي.

توظيف إيقاعي للصوت

وتوقفت عند أغنية نبيل شعيل التي تميزت بالتجديد الموسيقي، وأغنية حميد الشاعري “حبيبة يا حبيبة ” بادخاله الموسيقا الإلكترونية إلى الموسيقا، وعن التمتمات الغنائية بالصوت، أشارت إلى أنها تقنية توظيف إيقاعي للصوت البشري لملء الفراغ اللحني لبعض الآلات غير الموجودة مثل الترومبيت والآلات النفخية.

وتعمل سفانة بقلة مع فتيات كورال غاردينيا على الاستمرار على الرغم من كل الأوضاع الصعبة التي نعيشها، ولديها الكثير من الطموحات والأفكار ليتابع الكورال مسيرته ونجاحاته الدولية، فتابعت: سنقدم برامج تطورنا موسيقياً ويستمتع بها الجمهور، والبداية ستكون ببناء فريق للتدريب والإدارة والتوزيع، وأهدت الأمسية إلى المايسترو غادة حرب التي ستبقى الأم الروحية لمشروع كورال غاردينيا وسيستمر التواصل معها.