الانتخابات.. والتنفّس من الجسد البعثي!
لا يمكن النظر إلى المرحلة الجديدة من الانتخابات الحزبية بمعزل عن الممارسة الحزبية الصحيحة والحريصة على الاختيار، ولذلك علينا أن نسأل أنفسنا أولاً: ماذا يجب أن نفعل؟ وما هو دورنا في إغناء هذه المرحلة؟.
المأمول هو أن ننطلق من الذات، ولا يحتمل الأمر التنظير على بعضنا، وإنما نحتاج إلى أن نقوم بدورنا وواجبنا، وأن تتطابق أقوالنا مع الممارسة الفعلية. من هنا تبدو أهمية نجاح العملية الانتخابية التي تستند بشكل أساسي إلى وعي الناخبين، وتحمّلهم مسؤولياتهم في اختيار الأفضل والأكفأ. صحيح أن بعض الانتخابات في مراحل مختلفة أفسدت الحياة الحزبية، ولم تأتِ بالكفاءات وبالذين يحتاج إليهم الحزب، وصحيح أن البعض أغلق باب النقد في مراحل مضت، ما أفسد الهواء في الحياة الداخلية للحزب، لكن حزب البعث اليوم بحاجة إلى الممارسة الحزبية الصحيحة، وأحوج ما يكون إلى تأكيد السلوكية البعثية والقدوة الحسنة، لأن أسوأ ما يبعد الناس عن الحزب ومبادئه أولئك الذين يدّعون تمسّكهم بفكر الحزب، بينما يتعارض سلوكهم مع مبادئه وأخلاقياته.
نحن ندافع عن الحزب، ونمارس النقد البنّاء الحريص، لأننا عشنا ونحن نتنفّس الهواء من الجسد الحزبي، وتربّينا على أن حياتنا ستكون في خطر إذا ابتعدنا عنه، لأنه الحزب الذي حمل هموم الجماهير الفقيرة، ودافع عنها وتبنّاها في كل المواقف.
واليوم من المهم أن تنجح الانتخابات بما يسهم في تعزيز حالة الديمقراطية داخل الحزب، والعمل لاحقاً على تعزيز دور اللجنة المركزية ولجنة التفتيش الحزبي.
الأمر الآخر الذي طالما تكرّر ممّن يرمون كرة خسارتهم في ملعب البعث، كما يفعل البعض من خارج الجسد البعثي، هو التقليل من شأن القواعد البعثية، ومحاولة تحريضها على قياداتها، والاستخفاف بالجميع من خلال المواعظ والشعارات والاتهامات الطائشة.
حزب البعث لا يحتاج إلى من يدافع عنه، لأننا جميعا نستمدّ القوة منه، ومنذ نشأته كانت قوة البعث تكمن بجماهيريته، ومن علاقته القوية بالجماهير، التي مكّنته من قراءة الواقع قراءة ثورية صائبة.
صحيح أن الأمر لا يحتاج إلى تذكير، لكن يبدو أن البعض تناسوا، أو نسوا ما أنجزه الحزب ، نذكّرهم أن من بنى المدارس والمشافي والجامعات والجيش العقائدي، وغيرها الكثير، هو حزب البعث، وهذا لا يعني أنه لا توجد سلبيات، وقد استخدم بعضها في الأزمة لمحاربة الحزب.
نحن في حزب البعث مَن يشتغل على النقد والنقد الذاتي والشفافية والإشارة إلى الأخطاء، إن وجدت، ونحن من يدرك الفارق الكبير بين فكر الحزب وأهدافه ورسالته وبين الأداء الحزبي.. الحزب شيء والأداء شيء آخر.
طالما قمنا ومعنا رفاق من مختلف الفروع في بث مباشر على قناة “البعث ميديا”، وانتقدنا بعض الممارسات في الاستئناس الحزبي والأداء الحزبي، ودائماً سقف النقد مفتوح لمَن يريد تحت سقف الحزب.
ندافع عن الحزب لأننا عشنا ونحن نتنفس الهواء من الجسد الحزبي، وتربينا على أن حياتنا ستكون في خطر إذا ابتعدنا عنه، لأنه الحزب الذي حمل هموم الجماهير الفقيرة ودافع عنها وتبنّاها في كل المواقف.
البعث للجميع والجميع يعرف ذلك، إلا إذا كانت علاقة البعض مشروطة بالمصلحة الشخصية، فالأمر بالتأكيد يختلف كثيراً، ويبقى البعث صامداً.
يونس خلف
أمين السر العام لاتحاد الصحفيين