“فوضى” الملونات تغزو الأسواق وتهدد صحة أطفالنا
دمشق- ميس خليل
منتجات الحلوى والعلكة والمقرمشات التي تعجّ بها الأسواق وتنتشر في كل مكان، تغري الأطفال ويتهافتون عليها، ويرى الأهل أنها ترسم البهجة على شفاه أطفالهم، غير مدركين أنها تحمل معها خطر الموت المغلف للمداومين على تناولها من هؤلاء الصغار، لأن مكوناتها عبارة عن خليط من الألوان الصناعية والمواد الحافظة الخطرة والتي لها آثار سلبية تراكمية وغير آنية، وتعتمد شركات الأغذية على الملونات الصناعية في منتجاتها المختلفة لتغيير وتحسين مظهرها لجذب انتباه المستهلكين، ولكن هذه المواد الصناعية تثير الكثير من التساؤلات حول مدى سلامتها؟.
مديرة المواصفات الفنية والمخابر في وزارة التجارة الداخلية سمر فواز الخليل أوضحت لـ”البعث” أنه تتمّ الرقابة على مادة الملونات، إما عن طريق الواردات من قبل مديرية الجمارك العامة، حيث يتمّ إحضار العينات من قبل مراسل الجمارك وذلك بطرق الاعتيان المعتمدة، أو عن طريق سحب العينات من السوق المحلية وخاصة المعامل المستخدمة لهذه المواد، ويتمّ تحليلها في مخابرنا وفق المواصفات القياسية السورية المعتمدة رقم 770 والتي تمّ اعتمادها من قبل هيئة المواصفات القياسية السورية وبمشاركة من (مديرية المواصفات الفنية والمخابر) في عضوية اللجان الفنية المشكلة في الهيئة، مشيرة إلى أنه يوجد تعاون بين وزارة الصحة وهيئة المواصفات، وذلك عن طريق حضور ممثلين عن وزارة الصحة للمشاركة باللجان الفنية المشكلة في هيئة المواصفات السورية عند دراسة وتعديل المواصفات السورية ومشاركتهم بالآراء الخاصة بهذا المجال.
ونوهت الخليل بأنه في حال ورود استفسارات طبية أو صناعية يتمّ سحب عينات من قبل الضابطة العدلية لأي مادة مشتبه بها في الأسواق المحلية، لإجراء تحاليل عليها وفق مواصفاتها النافذة للتأكد من مطابقتها وصلاحيتها للاستهلاك الغذائي وبموجب محاضر ضبط أصولية، وكذلك الأمر للمواد التي لا تملك بيانات صحيحة أو مبهمة وإرسالها للمخابر للتأكد من سلامتها وفق ضبط أصولي، وتحلّل وفق المواصفات القياسية السورية في حال عدم توفر مواصفة سورية خاصة بها تحلل وفق القرار ١٢٣٨ بحيث تحلل قرائن السلامة أو وفق ما هو مصرّح عنه ببطاقة بيان العينة أو النشرة الفنية المرفقة إن وجدت.
وتشير دكتورة التغذية علا الرفاعي إلى أن تناول الحلوى الملونة والمشروبات الغازية يعدّ بمثابة أمر روتيني يومي لدى معظم أطفال هذا العصر، حيث يقبلون على تناول تلك الأطعمة بشراهة ملحوظة، وفي المقابل يرفضون في أغلب الأحيان تناول المأكولات الطبيعية مثل الخضراوات والفواكه الطازجة، وللأسف يستسلم معظم الآباء والأمهات لرغبات الأطفال من دون التفكير في مدى تأثر صحتهم سلباً أو إيجاباً بمثل هذه السلوكيات الخاطئة في محاولة لإرضائهم بشتى الطرق،مبينة أن تناول تلك الملونات يسبّب النشاط المفرط وإصابة الطفل بمرض فرط الحركة، كما تؤدي إلى الإصابة بتقلصات المعدة، والإسهال وتسبّب العديد من الأضرار للكبد واضطراب الجهاز الهضمي عند الأطفال، بالإضافة إلى الإصابة بنزلات معوية من سوء التخزين أو انتهاء الصلاحية، فضلاً عن نقص الحديد والكالسيوم والأنيميا.
ولتجنّب الأطعمة الملونة التي تُعطى للأطفال، نصحت الرفاعي بإعطاء الطفل أطعمة كاملة تحتوي على ألوان طبيعية وتجنّب المصنّعة منها، وكذلك قراءة ملصقات الطعام والتأكد من عدم وجود ملونات صناعية، واللجوء إلى الأطعمة التي تستخدم ألواناً غذائية طبيعية من مستخلصات الفاكهة والخضراوات، بحيث يعتبر الشمندر أو عصير التوت الأزرق أو الجزر بدائل جيدة للأصباغ الصناعية.