أتمتة الامتحانات خطوة إيجابية.. وتأجيلها قرار جيد لإعداد الطلاب والمدرسين

حمص _ نبال إبراهيم

أجرت “البعث” استطلاعاً حول تجربة الأسئلة المؤتمتة ومدى قبولها ونجاحها وانعكاس عملية تأجيلها إلى العام القادم ، والبداية مع مدير التربية في حمص فراس عياش الذي أكد أن قرار تأجيل نهج الامتحانات المؤتمتة للعام الدراسي القادم يعطي الفرصة للطلاب من جهة والمدرسين من جهة أخرى ليكونوا أكثر استعداداً من بداية العام الدراسي القادم، لكون القرار أتى في نصف العام الدراسي الحالي ولم يكونوا متأهبين ومستعدين بشكل جيد لذلك، وبالتالي فإن قرار التأجيل يتيح للطلاب التدرب بشكل جيد على نظام الأتمتة، بالإضافة إلى أن المدرسين يكونوا قد استكملوا تدريباتهم بشكل مناسب على الأسئلة المؤتمتة، منوهاً إلى إجراء دورات مركزية على نظام الأتمتة للموجهين الاختصاصيين في المديرية ليقوموا بدورهم بإجراء دورات للمدرسين كلاً بحسب اختصاصه ومادته.

إيجابيات
وأشار عياش إلى أن النظام المؤتمت له إيجابيات كثيرة لأنه سيعيد الامتحانات إلى مسارها الصحيح وذلك من خلال اعتماد الطالب على مهارات التفكير العليا لديه (تحليل واستنتاج) المعلومة، إضافة إلى أن نموذج الأسئلة الاختيارية تخفف من الضغط النفسي الذي يعاني منه الطلاب قبل الامتحان، وبالتالي لم يعد للتوقعات التي يتم طرحها على الطلاب أي داع لتعدد الأسئلة والخيارات، والأهم من ذلك أنها تخفف من ظاهرة الغش الامتحاني نظراً لتعدد النماذج في القاعة الواحدة.
وأكد مدير التربية أن الاعتماد على النظام المؤتمت يخفف من ظاهرة الدروس الخصوصية التي تحولت إلى تجارة لا يمكن الحد منها إلا بالامتحانات الموضوعية، لافتاً إلى أن عمليات تصحيح الأوراق الامتحانية في العام الذي يطبق فيه نظام الأتمتة لن يتدخل بها المدرسون المصححون كما في كل عام، وبالتالي يكون الطالب بعيداً عن مزاجية المصحح وبذلك نضمن العدالة للجميع وعدم حدوث أي خطأ ما يساهم في حماية الطلاب وحصولهم على حقهم، علاوة على اختصار زمن الامتحان للمادة الواحدة وإفساح المجال للطالب بالتفكير بالإجابة عوضاً من الجهد الذي يبذله في الكتابة الإنشائية، بالإضافة إلى السرعة في إصدار النتائج مما ينعكس على نتائج المفاضلات الجامعية وبداية العام الدراسي حسب التقويم المدرسي والجامعي.

جيدة

من جانبهم أشار عدد من الموجهين الاختصاصيين في مديرية تربية حمص إلى أن الأسئلة المؤتمتة كمرحلة تجريبية في الفصل الأول كانت مناسبة للطلاب وعادلة بالنسبة لتوزيع المنهاج والخطة الدرسية الموجودة وقد جرى الاختبار بشكل جيد ومقبول، إلا أن رأي الوزارة بالتأجيل للعام القادم أفضل لما يعود ذلك لمصلحة الطلاب، لافتين إلى أن عملية الأتمتة بشكل عام جيدة وممتازة لكن لا بد أن تكون المناهج تتلائم مع هذا الأمر، وضرورة أن يكون هناك تغيير في المناهج ولو كان جزئياً ليتمكن الطالب من مواكبة عملية الأتمتة التي تعتبر حضارية وجيدة، وأن عملية تأجيلها للعام القادم أمر في غاية الأهمية لتهيئة الطلاب لذلك وفق مناهج تتفق مع الأتمتة، على أن تكون العملية بشكل تدريجي وليس كلي ليتمكن الطالب من استيعاب المنهاج والعملية بشكل جيد.

كان غير مناسب
بدورهم أكد عدد من المدرسين ممن التقتهم “البعث” بحمص على أن الأتمتة خطوة إيجابية ومتطورة في موضوع الامتحانات، لكن التوقيت كان غير مناسباً والتراجع عن تطبيق هذه التجربة في امتحانات هذا العام وتأجيلها للعام القادم خطوة جيدة حتى يعاد النظر بها أكثر لما يحقق الفائدة والمصلحة لكل من الطلاب والمدرسين وكل المعنيين بالعملية التعليمية والتربوية.
فيما رأى عدد آخر من المدرسين أن فكرة الأسئلة المؤتمتة فكرة جيدة ورائعة، لكن عند صدور القرار في منتصف العام الدراسي أشعر الطلاب بالغبن، وعادة ما يكون هناك تجارب على عينة من الطلاب من بداية السنة قبل اتخاذ مثل هكذا قرار، لافتين إلى أن قرار التأجيل إلى العام القادم أفضل بحيث بات بإمكان الطلاب والمدرسون إعادة برمجة نظام الدراسة خلال فصل الصيف ولاسيما أن الأسئلة المؤتمتة تعتمد على الفهم أكثر من الحفظ.
فيما اعتبر مدرسون آخرون أن الأتمتة هي طريقة تقويم وقياس ونوع من أنواع الاختبار إذ يوجد الكثير من الأسئلة والمواضيع التدريسية لا تناسب الأتمتة ولا تقاس بها، فالكثير من الأسئلة تحتاج إلى تحليل وتركيب وتوصيل وملء فراغات وأسئلة تحريرية، لافتين إلى أن التجربة غير ناجحة بالدرجة الأولى طالما بقيت المناهج على حالها، خاصة أن الكتاب المدرسي الحالي لا يتوافق مع طريقة الأتمتة ولا يوجد هناك أي توافق ما بين طريقة الاسئلة المؤتمتة والكتاب الحالي، لذا لا بد أن يكون هناك تغيير المناهج وتدريب المدرسين والطلاب عليها قبل التوجه إلى أتمتة الاسئلة والانطلاق بهذه التجربة لتكون جيدة.

حضارية
من جهتهم بين عدد من أهالي الطلاب “للبعث” أن تجربة الأتمتة حضارية لكن تحتاج إلى ربط المنهاج بعملية الأتمتة، فالكتاب المدرسي الحالي في شكل مختلف عن طريقة الأتمتة، وأن الطلاب وأهاليهم والمدرسين تفاجئوا بها، مشيرين إلى أن التجربة التي تم القيام بها كانت غير موفقة تماماً وأتت في وقت غير مناسب ولا تناسب المنهاج ولا تفكير الطلاب، لذا كان لا بد من التأجيل والإعداد بشكل جيد لهذه التجربة وتدربيب كل من الطلاب والمدرسين على ذلك.