الأوبرالية البولونية “دومينيكا زامارا” بمرافقة أغيد منصور في الأوبرا
ملده شويكاني
“أحببتُ الطراز المعماري في دمشق القديمة، وسورية غنية بالثقافة والحضارة والموسيقا”، هذا ما قالته مغنية الأوبرا البولونية العالمية “دومينيكا زامارا” في حديثها للإعلاميين خلال الأمسية التي قدمتها على مسرح الأوبرا بمرافقة عازف الأورغن والبيانو أغيد منصور، برعاية وزارة الثقافة بالتعاون مع اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي بحضور الدكتور مهدي دخل الله عضو اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، والسادة السفراء وشخصيات رسمية.
وتعد “زامارا” من أشهر مغنيات الأوبرا في العالم، ونالت العديد من الجوائز، وقدمت على أهم المسارح العالمية أدواراً مهمة، منها “الكونتيسة في خادم بادوفا” لـ”باتس”، و”سربينا في السيدة الخادمة” لـ”بيرغوليزي”، و”الكاهنة في عايدة” لـ”فيردي”، وغيرها.
البدايات اللحنية والصولو
اعتمدت الأمسية على الغناء باللغتين اللاتينية والإيطالية بأدائها المتناغم مع نوعية المقطوعة بمشاركة أغيد منصور بالعزف لآلتي الأورغن والبيانو بالصولو وبالمرافقة الغنائية، فأخذت الآلتان مكان الأوركسترا، إذ قدمت مقطوعات كنسية بمرافقة الأورغن، وكلاسيكية ورومانسية بمرافقة البيانو.
وتميزت البدايات اللحنية للأورغن في مقطوعتي “فيفالدي” بطابع ديني من عصر الباروك، الأولى “دو مني ديوس” من “كلورا” وتعني “ربنا”، واتسمت بانخفاض صوت الأورغن وتصاعد الغناء التدريجي في مواضع، ومن ثم القفلة مع الأورغن، والثانية “وكيوا ريسبيكسل” مأخوذة من عمل من “ماكنيكفت” وتعني “العظيم”، وظّفت فيها “زامارا” تقنيات الصوت بتناغم مع تداخل الصوتين في الأورغن القوي الرخيم والرقيق، ثم عزف منصور مقطوعة صولو للأورغن لكريستوفل شال تميزت بالأصوات الصداحة للآلة.
تلتها ترنيمة “إيفا ماريا” الشهيرة للمؤلف “ويليام غوميز”، استحوذت على إعجاب الجمهور، ثم تلتها، أغنية للملحن البولوني “رينتوسكي” إكنوس دي لويسلاو”، ليعزف منصور مقطوعة صولو ثانية للأورغن بريليود من مؤلفات باخ.
الكلاسيكي والرومانسي
وفي القسم الثاني من الأمسية قدمت “زامارا” آريا من أوبرا “زواج فيغارو” لـ”موزارت” من العصر الكلاسيكي، وعزف منصور صولو الرقصة الأندلسية الإسبانية على البيانو” أندلوسا” ثم عزف أغنيتين لـ”بيليني” بمشاركة “زامارا” بالغناء، واتسمت بألحان حيوية من العصر الرومانسي كُتبت للأوركسترا ومحولة للبيانو، وأدتها “زامارا” بأداء تعبيري شائق، وهما: “فيكا لونا”، و”وما ريندي بوركونتينتو”، ثم غنت أغنيتين من العصر الرومانسي للمؤلف الإيطالي “ف. ب. توستو”، “سوكنو”، و”سيرينتا” العاطفية الرقيقة التي تعزف تحت نافذة الحبيبة.
أما صولو البيانو الثاني فكان من مؤلفات كريستوفل شارل.
التراث البولوني
ومن التراث البولوني، اختارت “زامارا” أربع أغنيات شعبية من مجموعة لـ”شوبان”، الأولى اسمها “الرغبة”، والثانية حوارية بين الأم وابنتها، والثالثة اسمها “الخاتم أما الرابعة فكانت النهر الصغير باللغة البولونية.
واختُتمت الأمسية بالأغنية الإيطالية الشهيرة للمؤلف الإيطالي “إرنيستود لكورتيز” نون تي سكوردر دي مي”.
الطراز المعماري والأمكنة
وعلى هامش الأمسية، أعربت “زامارا” عن سعادتها بزيارة سورية وتحدّثت عن إعجابها بحضارتها وتاريخها وبجمالية تنوع الأمكنة فيها، وبالطراز المعماري، ولاسيما في دمشق القديمة، وتابعت عن التعاون بينها وبين عازف الأورغن والبيانو أغيد منصور بتقديم وعزف المقطوعات، وتوقفت عند مقطوعات الموسيقا الإيطالية الحديثة، كما أعجبت بالسوريين الذين يعملون بجد ويتصفون بالمشاعر الرقيقة.
التواصل بطريقة صحيحة
عازف الأورغن والبيانو أغيد منصور، عقّب على جمالية هذه الأمسية بمشاركته “دومينيكا زامارا” المميزة بشخصيتها الإنسانية أكثر من الموسيقية ما جعلها تحقق انتشاراً واسعاً، وتابع: “من الجميل أن تزورنا مغنية أوبرا من بولونيا، وتقيم في إيطاليا في هذه الأوضاع التي نعيشها، إضافة إلى ذلك فهي مرتبطة بأعمال وبرنامجها مغلق حتى شهر أيار بناء على الإدارة التي توجهها نحو العالمية، وهذا أمر مهم جداً بالنسبة للموسيقي، أي أن تكون لديه إدارة وتواصلاً بطريقة صحيحة ومدروسة.
إغناء الموسيقا الكلاسيكية
وتوقف منصور عند مقطوعة “فيفالدي” المكتوبة للأوركسترا التي حوّلها بصعوبة للأورغن بوقت قليل، كذلك مقطوعة “ميكفانت” المكتوبة للأوركسترا والمحولة للبيانو ومن ثم نقلها للأورغن، وتحويل مقطوعات من آلـة فورت بيانو إلى بيانو.
رفض التبعية
أما الدكتور غزوان رمضان، منسق أعمال جمعية البندقية للصداقة العربية– الإيطالية، فأشار إلى أهمية زيارة مغنية الأوبرا البولونية العالمية إلى سورية في هذه الأوضاع، والتي تحمل رسالة بأن الشعوب تختلف مع حكوماتها وترفض التبعية، وترفض الهيمنة الأمريكية، منوهاً بأن هذا الحفل مقدم بتبرع من “دومينيكا” ومن جمعية البندقية للصداقة العربية– الإيطالية لدعم صمود الشعب السوري.