أخطاء لغوية في المشهد الإعلامي
حمص – سمر محفوص
تحدث الدكتور أسامة المتني خلال محاضرته التي نظمها فرع اتحاد الصحفيين بحمص بالتعاون مع رابطة الخرجيين الجامعيين بعنوان “الأخطاء اللغوية في المشهد الإعلامي” عن بعض الأخطاء الشائعة في المشهد الإعلامي المحلي والعربي.
وأشار المتني إلى أن اللغويين القدامى وصفوا الأخطاء اللغوية في الإعلام بأنه خطأ فادح ينبغي عدم الوقوع فيه، لأنه خروج عن النسق المألوف في اللغة العربية، ومخالفة للقواعد التي جاءت بها اللغة، وفرضتها على المتكلمين، وأنّ اللغة العربية حوت من البيان أجمله، ومن البلاغة والفصاحة ما يجعل المرء يطرب بسماع مفرداتها وعمق معانيها، منوهاً بأن اللغة العربية جزء من موروث الأمة العربية، تزيد من وحدتها وتماسكها وعروبتها، ومشيراً أيضاً إلى أن العلاقة بين اللغة والإعلام علاقة تبادلية لأنها مبينية الفهم، ومضيفاً: “اللغة الإعلامية تتبوأ- في حياة الأمة المحل الأسمى، لأنها وعاء الفكر، وأداة التعبير والتواصل بين أبنائها، وتقوي صلاتهم وتشدّ روابطهم، وهي مستودع ذخائر الأمة وحافظ تراثها، واللغة العربية في سورية حققت قفزات نوعية جعلتها في موقع الريادة”.
وقال المتني إنه توازياً مع التقدم التقني العالمي وثورة المعلومات، وتعدد القنوات الفضائية العامة والخاصة وما رافقها من ضرورات، دفعت بأعداد ضخمة من الإعلاميين إلى العمل في وسائل الإعلام العربي المستحدثة ممن لم تسنح لهم الفرصة الكافية للتدريب والتأهيل، داعياً إياهم إلى الالتحاق بدورات خاصة للتمكين اللغوي حتى تحقق لغتنا هدفها المنشود في المجالات العلمية والإعلامية كلها، لافتاً إلى أن اللغة العربية لغة معيارية، فما وافقها صواب، وما خالفها خطأ ويعد خروجاً عن قواعدها السليمة، مستعرضاً عدد المفردات المتداولة في المشهد الإعلامي المقروء والمسموع والمرئي، والقيام بتصوبيها.
وفي تصريح خاص لـ”البعث”، أكّد المتني ـ دكتور البلاغة العربية والنقد الأدبي ومعاون التفرغ العلمي في جامعة البعث ـ أن أهمية المحاضرة تكمن في التحفيز للارتقاء بالمفردات والجمل المستخدمة في المجال الإعلامي، وتهذيب اللغة الإعلامية من الشوائب اللفظية العالقة بها، لأن اللغة هي أهم أداة في إيصال الفكرة. وبيّن محمد قرابيش نقيب الصحفيين في حمص بتصريح مماثل لـ “البعث” أن المحاضرة تندرج ضمن نشاطات فرع اتحاد الصحفيين في المحافظة، لافتاً إلى أنّ الأخطاء اللغوية الشائعة في المشهد الإعلامي كثيرة، ومؤكداً أهمية المحاضرة في ظل التطور التكنولوجي المتسارع وانتشار مواقع ومنصات التواصل المختلفة، ما يستوجب اطّلاع الصحفيين على هذه الأخطاء لكي يتداركوها، ومبيناً أن الإعلام هو مرآة المجتمع وصلة الوصل بين المواطن والجهات المعنية، لذلك يفترض أن تكون المادة الإعلامية خالية من الأخطاء اللغوية التي يمكن تداركها عبر التأهيل والتدريب.