أنديتنا تدفع ضريبة الاحتراف الخاطئ.. وكرة الوحدة مثال واضح
ناصر النجار
من وحي هذا الأسبوع من الدوري الكروي الممتاز، وبعد مرور ثلاث مراحل من عمر الإياب، نلاحظ أن فريق أهلي حلب حقق ثلاثة انتصارات متتالية، منها انتصاران خارج أرضه، بينما خسر فريق الوحدة ثلاث مباريات وجميعها أقيمت على أرضه، فما وجه الاختلاف بين الفريقين، ولماذا نجح أهلي حلب وأخفق الوحدة؟.
فريق أهلي حلب اعتمد على أبناء النادي هذا الموسم وكان أغلب الفريق من الشباب وراهن على هذه الخطوة، بل إن الكثيرين لاموا إدارة النادي على هذا التصرف طبقاً لما حققه الفريق في الذهاب، لكن في الإياب اختلف الأداء وتغيّرت النتائج، فلم يحقق الأهلي في الذهاب أكثر من خمس نقاط بمبارياته الثلاث التي لعبها على أرضه، بينما نال العلامة الكاملة في الإياب وكما ذكرنا لعب منها مباراتين خارج أرضه، وهذا دليل على نجاح الفكرة، فاللاعبون الشباب بدؤوا باكتساب خبرة الدوري، وتجاوزوا رهبة المباريات وحان وقت القطاف، لذلك فإن الصبر على فريق شاب لا بدّ أن يحقق المطلوب دون أن نستعجل النتائج، وقد يطول ذلك أو يقصر لكن الفكرة هذه ناجحة وإن كانت فوائدها مستقبلية أكثر وأكبر، نادي الحرية الجار بدأ يستشعر إيجابيات تجربة جاره، فزجّ في مرحلة الإياب بأغلب شبابه مع الرجال وهو لن يخسر أكثر من الهبوط المهدّد به منذ بداية الدوري فما زال في المركز الأخير، ولكن الفارق بين الذهاب والإياب أنه سيكسب جيلاً جديداً من اللاعبين سيكونون قوام الفريق في المستقبل، وقد أثبت الاحتراف المتبع في الدوري أنه احتراف مال لا انتماء، وأنه غير مجدٍ ولا يمكن أن يطور كرتنا، وقد يكون مالك المال قادراً على شراء بطولة لكنه غير قادر على صناعة كرة القدم.
فريق الكرامة دفع هذا الموسم في خطوته الأولى بفريق نصفه محترف ونصفه الآخر من الشباب، وهذه الخطوة ستتبعها خطوات أخرى في الموسم المقبل ليعود الكرامة قوياً بأبنائه ومواهبه.
فريق الوحدة بكل محترفيه لم يستطع تقديم نفسه بشكل جيد، وعلى ما يبدو أن الفريق ينطبق عليه القول (ماحك جلدك مثل ظفرك)، فالمحترف سيغادر إلى نادٍ آخر، ولن يهتمّ إذا هبط الفريق أو نجا، وهذه حقيقة زرعها الاحتراف الخاطئ في نفس كل لاعب، فالعقود الاحترافية لا تحاسب اللاعب على سوء أدائه، ولا تحسم من اللاعب مبالغ في حال الخسارة أو الهبوط، لذلك فبعض اللاعبين لا يجتهدون في الميدان فيصبح الفريق على شاكلة فريق الوحدة.
الحلول باتت معروفة ومن المفترض أن تبادر إدارة النادي الجديدة لاتخاذ إجراءات عاجلة لتصحيح مسيرة الفريق، والأفضل لها في هذا الوقت منح اللاعبين الشبان دوراً أكبر مع محاسبة المحترفين على تقصيرهم، لذلك نقول: نجح أهلي حلب بشبانه وخسر الوحدة بمحترفيه، فهل تعتبر إدارة نادي الوحدة من دروس الآخرين؟.