“فلسطين حرة”.. صرخة طيار أمريكا الأخيرة
تقرير إخباري
غادر الطيار الأمريكي، آرون بوشنل، العالم بعد أن أضرم النار في نفسه أمام السفارة “الإسرائيلية” في واشنطن قائلاً: “اسمي آرون بوشنيل، وأنا عضو في القوات الجوية الأمريكية، ولن أكون متواطئاً بعد الآن في الإبادة الجماعية.. معاناتي ضئيلة مقارنة بمعاناة الفلسطينيين مع استمرار الأزمة الإنسانية في غزة”.
عند وصوله خارج البوابة الأمامية، وضع بوشنل هاتفه، مستديراً لمواجهة الكاميرا، ثم سكب على نفسه سائلاً مجهولاً، أشعله وهو يصرخ “فلسطين حرة”.
وكان بوشنل قد نشر عبر صفحته الشخصية على فيسبوك لينك قناة تويتش التي نشرت فيديو حرقه لنفسه، والتي تم إغلاقها فيما بعد، وكتب على اللينك آخر رسالة له: الكثيرون منا يسألون أنفسهم، ماذا كنت سأفعل لو كنت على قيد الحياة أثناء العبودية؟ أو في ظل نظام جيم كرو في الجنوب؟ أو الفصل العنصري؟ ماذا كنت سأفعل لو كان بلدي يرتكب إبادة جماعية؟ الجواب هو أنك تفعل ذلك الآن.
في هذا السياق، انتقد بعض المراقبين وسائل الإعلام التابعة للشركات الأمريكية لنشرها مقالات تحمل عناوين رئيسية تحذف كلمات “غزة” أو “فلسطين” أو “إبادة جماعية”، كما استهدف آخرون التقارير التي تنسب فعل بوشنل إلى مسائل الصحة العقلية.
وكتبت فرحانة سلطانة، الأستاذة في جامعة سيراكيوز، “سيحاولون تحويل الأمر إلى مسائل تتعلق بالصحة العقلية، لكنه كان عقلانياً وواضحاً بشأن تفكيره السياسي، الذي لقي صدى لدى غالبية العالم، مضيفةً أتمنى ألا تذهب تضحيته سدى. في الواقع لقد كان تصرفه بمثابة غضب أخلاقي مشروع، وشجاعة ضد المجازر الهمجية التي تُرتكب بحق الفلسطينيين بمشاركة كاملة من الولايات المتحدة، ولتلقى كلماته الأخيرة على هذه الأرض صداً حقيقاً.
جدير بالذكر، أن أكثر من100 ألف فلسطيني بين شهيد ومصاب معظمهم من النساء والأطفال، بسبب القنابل والرصاص “الإسرائيلي” منذ العدوان على غزة، كما تم تهجير قرابة الـ 90% من الأهالي البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قسراً، وأصبح مئات الآلاف على الأقل على حافة المجاعة.
ومع ذلك، تواصل الإدارة الأمريكية دعمها” لإسرائيل” بما يقرب من 4 مليارات دولار من المساعدات العسكرية السنوية والدعم الدبلوماسي، بما في ذلك استخدام حق النقض ثلاث مرات ضد قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، كما تسعى إدارة بايدن إلى الحصول على 14.3 مليار دولار إضافية من المساعدات المسلحة “لإسرائيل”، وقد تجاوزت الكونغرس مرتين لتسريع المساعدات العسكرية الطارئة.
وفاة بوشنل هي ثاني حالة انتحار تحدث في الولايات المتحدة منذ بدء الإبادة الجماعية في غزة، في الأول من كانون الأول الماضي، دخلت امرأة – لا تزال هويتها ونتائجها مجهولة – تحمل العلم الفلسطيني إلى المستشفى في حالة حرجة بعد أن أشعلت النار في نفسها خارج القنصلية “الإسرائيلية” في أتلانتا.
سمر سامي السمارة