في حوار البعثيين مع ذاتهم
السويداء_ رفعت الديك
مازالت حوارات البعثيين مستمرة فيما بينهم لإنتاج حالة انتخابية سليمة كما يطمع الجهاز الحزبي أولاً، وجماهير الحزب ثانياً. وإذا كانت هذه الحوارات تحمل مضامين كثيرة، إلا أنها تصب في الآن ذاته في حلقة واحدة وهي ضرورة التخلص من شوائب الانتخابات وسلبياتها والتي يتحملها الجهاز الحزبي كونه صاحب الصوت الحقيقي في هذه الانتخابات.
والسؤال الأهم اليوم هو ما هو معيار نجاح الانتخابات الحزبية الجارية حالياً، هل هو تغيير الأسماء بأسماء جديدة، ومتى نقول إن انتخابات البعث كانت ناجحة كحالة سياسـية وفكرية؟
الابتعاد عن “الأنا”
يقول الرفيق صلاح النوباني أن نجاح الانتخابات يكون بالابتعاد عن “الأنا”، وإعطاء الصوت الانتخابي لمن له حضوره في المجتمع، ولمن يمتلك القدرة للحفاظ على شعبية البعث، حيث يشير النوباني أنه من الضروري على الناخب أن يصوت لأصحاب النزاهة الوطنية الملتزمين بفكر الحزب وتوجهاته.
الرفيق علاء مهنا يقول إن معيار نجاح الانتخابات هو الآلية التي ستتم بها ونتائجها على أرض الواقع من خلال اختيار الأكفأ الذي يستطيع تمثيل فكر البعث، ولديه الرؤية الجدّية والواضحة في التغيير لما تتطلبه هذه المرحلة من أهمية التغيير، والمقصود هنا ليس تغيير الأشخاص، وإنما في تغيير الآلية التي كانت متبعه سابقاً والتي كانت تعتمد على المحسوبيات والتكتلات، بحيث كانت النتائج وليدة هذه التكتلات. لذلك، من الأهمية بمكان أن نكون على قدر الوعي والمسؤوليه كي تكون هذه الانتخابات، كما وجه الرفيق الأمين العام للحزب الرفيق الدكتور بشار الأسد، بداية التغيير بما يتناسب مع الظروف الحالية.
بينما يشير الرفيق عمران الجباعي أن المرحلة لا تتطلب فقط البحث عن تغيير الأشخاص، أو تغيير المواقع، فنحن بأمس الحاجة لتغير بنية العمل وآليات التفكير، وعلينا البحث عن الأفكار التي تقدم للمجتمع والوطن المزيد من الاطمئنان في الدور والممارسة للمهمة الملقاة على عاتقها، ومن هنا علينا أن نؤمن بقدراتنا، وفيمن يحمل الهم الوطني، وما هو مشروعه، وكيف سنجسد ثقافة الانتخابات ونعبر عنها بطرق واعدة وآليات فاعلة تحقق للوطن المزيد من التقدم، حتى الصوت الذي يخالفنا بالرأي علينا أن نبحث في تفاصيل اختلافه معنا لربما في اختلافه ما يفيد مشروعنا، فالمرحلة تتطلب انفتاح وثبات بتوازن مدروس.
تغيير إيجابي
بدوره، يشير الرفيق خالد أبو فخر أن النجاح يأتي من أوسع وأهم مساحة، وهي القاعدة الشعبية. بمعنى أن النجاح منا و لنا ونحن يجب أن نتوجه للنجاح والأمل.
وتقول الرفيقة رولا الشعار أنه ليس من الضروري التغيير الكلي للأسماء القائمة على العمل الحزبي حالياً، بل نحن بحاجة إلى وجود وبقاء بعض القامات البعثية الخبيرة بالعمل الحزبي، بالإضافة إلى العمل على إشراك جيل الشباب البعثي ودعمه في الانتخابات لأهمية دوره في المجتمع من مختلف جوانب الحياة، وقدرته على ضخ أفكار جديدة ومتطورة تسهم في التغير الإيجابي والتطوير في العمل الحزبي.
توسيع القاعدة
يشير هنا الرفيق حمود عربي أن نجاح الانتخابات مرتبط بوصول بعثيين حقيقيين فعلاً وقولاً وانتماءً وسلوكاً، واضعين نصب أعينهم ارتباطهم بحزبهم وجماهيره، ومحققين أهداف الحزب الإستراتيجية والعملياتية والتكتيكية (المرحلية) والأهم الارتباط الحزبي بجماهيره محققاً آمالها وعيشها الكريم، مع الابتعاد عن التكتلات والمحسوبيات (العائلية، والمناطقية ).