أمسية قصصية في “رابطة الخريجين الجامعيين”
حمص ـ سمر محفوض
أقامت رابطة الخريجين الجامعيين في حمص، أمسية قصصية، أمّا البداية فكانت مع مروان معماري الذي شارك بأربع قصص قصيرة، الأولى قصيرة جداً وتنتمي إلى الومضة بعنوان “إلى أين أرسلتني” و”بين مروحتين” والتي ناقشت عصر العولمة وما يحمله من متغيرات لم تتوازى مع البنى التحتية والمستلزمات التي يحتاجها عصر التكنولوجيا والعولمة للانطلاقة الأمثل، وتحدث في قصته “جديد في العيد” عن الواقع المعيشي المتردي وصعوبات تأمين الحاجات الأساسية، وكل ذلك ضمن أسلوب رشيق وقريب من المتلقي، بالرغم مما يحمل من كوميديا سوداء، وفي قصته “ملاكان وأبوان” تناول مواضيع يومية من الواقع والحياة والطفولة البريئة التي لا تعرف الضغينة ولا الحقد.
وشاركت الشاعرة والقاصة والمربية ندى السلامة بثلاث قصص، هي “مسافة غيمة” التي غلبت عليها اللغة الشعرية، وتحكي قصة عاشقين، وما تحتوي من تفاصيل لقاء وفراق ويأس وفرح، تقول:
أحبك كما أنت.. بكرهك وحبك, يأسك وحلمك.. حنان يدي يعيد تشكيل هذه الملامح النقية فيك.. وفي الختام تشير إلى أنه إيقاع الحياة, تتعطل موسيقا العطاء, برهة ولا تلبث قطرات المطر أن تشاكس نافذة الروح.
وفي قصتها الثانية “القرار” تعالج موضوع الصراع الذاتي في روح المرأة بين الواجب والحق، لتنصر الأنثى معلنة عن ثورتها الداخلية على الظلم الاجتماعي فتقول الكاتبة: “المرأة تتنازل عن كثير من ذاتها، لينجح زواجها، والزوج؟! سألت”، أما في قصتها الثالثة “السنونو”، فتتناول موضوع هجرة العقول العلمية والشباب وتشير إلى الألم الذي يرافق الغياب بالنسبة إلى الأهل والشباب معاً, وما يتركه من أسى وانعكاسات على المجتمع والأهل والوطن.
واختتم اللقاء القاص جمال السلومي بقصة قصيرة مؤثرة جداً، يصف فيها حلماً قديماً عن الفقد، وقد تحقق الحلم المأسوي بفقده اثنين من أبنائه العام الماضي، إذ غيبهما الموت في حادث أليم ببلد عربي شقيق, وقارن في بداية قصته بين ضياع شادي في أغنية السيدة فيروز “شادي”، ووفاة ابنه مهيار الذي شاهده في الحلم, حيث تفاعل الحضور مع ألم الأب القاص الذي توقف أكثر من مرة يستجمع ذاته أثناء القراءة ويفيض دمعه في حالة إنسانية عميقة.