في الدوري الكروي الممتاز.. أسبوع هادئ ومخالفات غريبة
ناصر النجار
بعد أسبوع صاخب مملوء بالمخالفات والعقوبات، شهد الدوري الكروي الممتاز في المرحلة الماضية مباريات هادئة التزمت فيها الفرق بالقوانين وشجعت الجماهير كما يجب أن تكون المؤازرة والمساندة، ولم تسجل مخالفات سوى خرق بسيط قام به بعض مشجعي الفتوة عندما اشتبكوا مع بعضهم في خلاف داخلي فسّره البعض حول قرار الإدارة بالتعاقد مع المدرّب الجديد، وقد رأى البعض أن القرار غير مفيد للفريق، فكيف للإدارة ذاتها أن تتعاقد مع مدرّب صرفته قبل أشهر؟.
الخلاف هذا أسفر عن تحطيم بعض الكراسي التي ستدفع إدارة النادي ثمنها وثمن ما خرّب جمهوره، لكن الأهم كان بالمخالفات التنظيمية التي وقعت في المباراة عندما تواجد المسؤول المالي على دكة الاحتياط لفريق الفتوة دون أن يكون اسمه مقيداً على ضبط المباراة، إضافة لوجود أطفال على الدكة ذاتها، وهذا لا يمكن تفسيره إلا بالاستهتار بالقانون وعدم احترامه، والمفترض أن يكون رؤساء الأندية أكثر حزماً وحرصاً على تطبيق القانون، وأن يكونوا قدوة للفريق وكل أعضائه.
وفي مباراة الوحدة مع أهلي حلب رمى جمهور الوحدة المفرقعات على أرض الملعب فكانت العقوبة بانتظارهم، وهذه المخالفات البسيطة لم تعكر أجواء المباريات، لذلك تعتبر مباريات الأسبوع الماضي حالة إيجابية في ملاعبنا نتمنى استمرارها على الدوام لتكون مثالاً يحتذى به، وكما نعلم أن كل أنواع الشغب لا يمكن أن يغيّر من واقع الأمر في شيء، وعلى العكس فإنه يجرّ العقوبات الكثيرة على النادي، سواء كانت عقوبات انضباطية أو غرامات مالية قد تكون مرهقة، ونحن نجد أن اتحاد كرة القدم عازم على تحصيل حقوقه المالية، سواء من نسب العقود التي توقعها الأندية أو من خلال الغرامات المالية التي تفرضها لجنة الانضباط والأخلاق، ومن خلال تحصيل حقوق اللاعبين وكوادر اللعبة من الأندية المقصّرة بحق هؤلاء.
اتحاد كرة القدم رغم أنه أعطى بعض الاستثناءات في الميركاتو الشتوي، إلا أنه لن يقبل بعدم التسديد لأنه منح الفرق فرصة أخيرة حتى نهاية الموسم، والأندية لن تكون قادرة على تثبيت عقودها المالية في الموسم الجديد ما لم تبرئ ذمتها تجاه اتحاد كرة القدم.
الهدوء الذي شهدناه في الملاعب رافقه هدوء آخر في المكاتب، فلم نشهد أي خلافات أو استقالات للمدرّبين أو الكوادر الإدارية هذا الأسبوع وهو تصرف جيد، فالحفاظ على الاستقرار الفني هو الأهم، والأندية التي تخسر مدربيها بات من الصعب أن تعوّض غيرهم لأن اتحاد كرة القدم وضع شروطاً قانونية في حال استقالة المدربين أو إقالتهم.
الأسبوع القادم سيكون أصعب من غيره ونأمل من كل جماهير كرة القدم المحافظة على التشجيع الأخلاقي المنضبط بعيداً عن الإخلال في القانون، وذلك حرصاً على أنديتهم حتى لا تتكبد هذه الأندية العقوبات الانضباطية والغرامات المالية.