ضحايا غزة تسعون ألفاً في 6 أشهر
سمر سامي السمارة
أعدّ الباحثون في جامعة جونز هوبكنز وكلية لندن للصحة والطب الاستوائي، تقريراً يتعلق بعدد الوفيات الناجم عن الإصابات المؤلمة، والأمراض المعدية والأزمات الصحية للأمهات والأطفال حديثي الولادة وغيرها من الأمراض نتيجة العدوان “الإسرائيلي” على غزة.
وحذّر الباحثون من أن تصعيد القصف “الإسرائيلي لغزة” قد يؤدّي إلى استشهاد 85 ألف فلسطيني في الأشهر الستة المقبلة، وهو ما سيرفع إجمالي عدد الشهداء إلى أكثر من 114 ألف فلسطيني، أي قرابة الـ5 في المائة من سكان غزة، في أقل من عام.
وأكمل الباحثون وضع نماذج لتقرير قائم على سيناريوهات، حمل عنوان “الأزمة في غزة”، تضمّن توقّعاتٍ حول الآثار المترتبة على المشاريع الصحية، وتقدير “الوفيات الزائدة” المتوقعة، التي تزيد على ما كان متوقعاً قبل الحرب.
ويستند التقرير إلى البيانات الصحية المتوفرة في غزة قبل أن تبدأ “إسرائيل” عدوانها الجوي والبري في تشرين الأول، والبيانات التي تم جمعها خلال أكثر من أربعة أشهر من العدوان.
وللإشارة، تمثل الوفيات المحتملة لـ85000 شخص إضافي في الأشهر الستة المقبلة أسوأ السيناريوهات الثلاثة المحتملة التي صاغها الباحثون.
وتأخذ هذه الدراسة في الاعتبار الوفيات الناجمة عن الإصابات المؤلمة، والأمراض المعدية، والأزمات الصحية للأمهات والأطفال حديثي الولادة، والأمراض التي فقد المرضى إمكانية الحصول على العلاج منها، مثل أمراض الكلى أو السرطان.
في حالة تفشّي مرض مُعدٍ مثل الكوليرا الذي حذر خبراء الصحة العامة من إمكانية حدوثه بسبب الحصار شبه الكامل الذي تفرضه “إسرائيل” على المساعدات الإنسانية ونقص المياه الصالحة للشرب، يمكن أن يلقى 66,720 فلسطينياً حتفهم إذا استمرّ المستوى الحالي من العنف.
وحسب الدراسة فإنه حتى في أفضل السيناريوهات، أي التوصل لوقف إطلاق النار، سيستمر حدوث آلاف الوفيات الزائدة، ويرجع ذلك أساساً إلى الوقت الذي سيستغرقه تحسين ظروف المياه والصرف الصحي والمأوى، والحدّ من سوء التغذية، واستعادة خدمات الرعاية الصحية العاملة في غزة.
كذلك توقّع الباحثون في حال عدم التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، حدوث ما لا يقل عن 6500 حالة وفاة إضافية، حيث من المتوقع أن يفقد الأهالي حياتهم متأثرين بإصابات سابقة أو بسبب انفجار الألغام المزروعة.
ولا يزال من المتوقع أيضاً وفاة الأطفال والنساء أثناء الولادة وبعدها بفترة قصيرة، حيث أصبحت الرعاية المعقدة غير متاحة للكثيرين بسبب انهيار نظام الرعاية الصحية، ويمكن أن يموت الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بسبب انخفاض قدرتهم على مقاومة العدوى مثل الالتهاب الرئوي.
وتوقّع الباحثون، إذا بدأ وقف إطلاق النار، ولكن حدث تفشٍّ لمرض مثل الكوليرا أو شلل الأطفال أو التهاب السحايا، موت 11.580 شخصاً في غزة من الآن حتى شهر آب القادم.
وفي السياق، قال أستاذ علم الأوبئة والصحة الدولية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي فرانشيسكو تشيتشي: “إنه سيكون للقرارات التي سيتم اتخاذها خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة أهمية كبيرة فيما يتعلق بعدد الشهداء في غزة”.
وعلى الرغم من الادّعاءات الأمريكية و”الإسرائيلية” المستمرة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلية تسعى للقضاء على “حماس” رداً على عملية طوفان الأقصى، قدّرت الأمم المتحدة أن حوالي 40 بالمائة من شهداء غزة هم من الأطفال.
ووفقاً للباحثين، 42% من الفلسطينيين الذين سيلقون حتفهم في الأشهر الستة المقبلة سيكونون تحت سن 19 عاماً، وهذا الوضع مرشح للاستمرار.
وأضاف تشيتشي: إن الباحثين أرادوا وضع التوقعات “نصب أعين الناس وعلى مكاتب صناع القرار، بحيث يمكن القول بعد ذلك إنه عندما تم اتخاذ هذه القرارات، كانت هناك بعض الأدلة المتاحة حول كيفية حدوث ذلك”.