عفيف آغا.. الصخر ينشد الفكرة
رجائي صرصر
في تجربة الفنان عفيف آغا صبغة تتحدث عن بيئته مدينة أوغاريت العريقة في سورية، إذ هي معقل للتاريخ والأبجدية الأولى، وهو يجيد في النحت التجسيد أولاً على الحجر والرخام، محملاً الأبعاد من الفكر الذي تشبه من خبايا التراث وأحوال الواقع، تتمثل في المنحوتة كلوحة مصغرة لمخزون يتراءى فيها معاني إنسانية، إذ هو يعتمد فن الفانتازيا والتعبيرية في حياكة الفكرة وتوثيقها، وكان هذا واضحاً في معرضه الفائت “كاسرات” الذي كان بعنوان “نحيا بالأمل رغم الاحتراق”، وضم لوحات من القطع الصغير وغالبيتها على الخشب.
استطاع آغا أن يحلق في عوالم التعبيرية التي يجيدها والتي أبرز فيها واقع الحياة ومعوقاتها ويتجاوزها البشر بالجهود لتغدو أجمل، إذ إن النحت خرج عن دائرة التوثيق للواقع إلى تحميله الأبعاد الفلسفية والاجتماعية ليكون رسالة ثقافية للأجيال القادمة، يقول آغا: “المادة الخام الصلبة تغدو لينة في يد الفنان حين تتآلف مع النقش عليها بالمطرقة لتعزف المعاني وتنشدها في عين المشاهد”.