كروك والتوتر في المنطقة العربية
تقرير إخباري
أشار اليستر كروك، رجل الاستخبارات البريطانية السابق، إلى خطورة الوضع الراهن في المنطقة العربية بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة والتهديد باقتحام رفح، واستمرار الهجمات على لبنان وسورية، دون أن يحرّك ما يسمّى المجتمع الدولي ساكناً. ولفت إلى أن “إسرائيل” “تستعدّ للحرب” ضد المقاومة اللبنانية أكثر من مجرد التوغّل في رفح، متسائلاً هل تهديد رفح هو خدعة تهدف إلى الضغط على حركة المقاومة الفلسطينية للتراجع عن الصفقة والأسرى لديها؟، ومضيفاً: إن استهداف “صفد” في أعماق الجليل من المقاومة اللبنانية، كان يهدف إلى الإشارة إلى أن المقاومة اللبنانية غير مستعدّة للاستسلام للمطالب الغربية بمنح “إسرائيل” وقف إطلاق النار لتسهيل عودة المستوطنين الذين تم إجلاؤهم من الشمال.
واستحضر الخطة الاستراتيجية الغربية، التي ذكرتها صحيفة واشنطن بوست والتي اعتبرتها الصحيفة خطة طويلة الأمد للسلام بين “إسرائيل” والفلسطينيين، بما في ذلك “جدول زمني لإقامة دولة فلسطينية مؤقتة ومنزوعة السلاح”.
وحسب كروك، فإن وقف إطلاق النار هذا سيشير إلى النهاية الفعلية للحرب على طول الخطوط والحجم التي دارت رحاها منذ 7 تشرين الأول، إذ تتناول الخطة مسألة “غزة ما بعد الحرب” بعبارات معروفة بالفعل. وإلى جانب هذا الإعلان، ستفكّر الولايات المتحدة وبريطانيا وربما دول أخرى في إصدار إعلان نيّات مشترك يعترف بدولة فلسطينية مؤقتة منزوعة السلاح في المستقبل دون ترسيم أو تحديد حدودها، ويمكن أيضاً تقديم الاعتراف بها إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على شكل قرار ملزم، وبمجرد توقيع الدول العربية على مثل هذا الإطار، تعتقد الولايات المتحدة أنه لا روسيا ولا الصين سوف تستخدم حق النقض ضده.
وأضاف كروك: كجزء من مرحلة “الأقلمة”، سيعمل الأميركيون على تطوير آلية للتعاون الأمني الإقليمي، ويتصوّر البعض في واشنطن إعادة تشكيل المنطقة مع “بنية أمنية” جديدة باعتبارها نذيراً لنسخة تقدّمية من الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط، مع قدر أكبر من التكامل الاقتصادي والبنية التحتية، والحديث هنا عن الشرق الأوسط الجديد من جديد.
ومن وجهة نظر المقاومة، فإن “الدولة الفلسطينية المؤقتة والمنزوعة السلاح والمستقبلية، دون حدود محدّدة ليست دولة، بل بانتوستان حقيقية”. والحقيقة هي أنه عندما كان إنشاء الدولة الفلسطينية احتمالاً حقيقياً، قبل عقدين من الزمن، غضّ المجتمع الدولي الطرف عن طيب خاطر لعقود من الزمان عن تخريب المشروع من جانب “إسرائيل”.
وحتى عندما يتعلق الأمر بلبنان، فإن مطالب “إسرائيل” من لبنان تذهب إلى ما هو أبعد من وقف إطلاق النار المتبادل، وليس هناك ما يضمن، حتى لو تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة كجزء من صفقة شاملة بشأن الأسرى وإنهاء الحرب، أن توافق المقاومة اللبنانية على سحب جميع قواتها من الحدود، أو أن تحترم “إسرائيل” التزاماتها.
منذ بداية عملية “طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول باءت كل الحيل والبروتوكولات التي اعتمدت عليها الولايات المتحدة بالفشل، وما كان من المفترض أن يكون عملية عسكرية محدودة ومجزأة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة تحوّل إلى عاصفة إقليمية، وقد فشلت حاملات الطائرات التي أُرسلت إلى المنطقة في ردع الجهات الفاعلة الأخرى، حيث أصبحت القواعد الأميركية غير الشرعية في العراق وسورية أهدافاً رغم المحاولات الأميركية لتوجيه “طلقات” رادعة.
هيفاء علي