توقف الخدمات في مستشفى العودة شمال غزة لنفاد الوقود والمستلزمات الطبية
الأرض المحتلة – تقارير
واصلت المقاومة الفلسطينية التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في قطاع غزة المحاصر، وقضى مقاتلوها على قوة صهيونية راجلة تحصنت داخل مبنى في منطقة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وأشارت المقاومة الفلسطينية إلى أن مقاتلوها اشتبكوا من المسافة صفر مع قوة للاحتلال الإسرائيلي، وقضوا على جندي وأصابوا آخر، كما استهدفوا عدداً من دبابات وآليات الاحتلال بقذائف التاندوم والـ “RPG” غرب مدينة خان يونس جنوب غزة، كما استهدفت برشقة صاروخية موقع “كيسوفيم” العسكري للاحتلال على أطراف القطاع
وفي سياق متصل، استهدفت المقاومة الفلسطينية مواقع الاحتلال في مقر قيادة اللواء الشرقي 769 “معسكر غيبور” و “ثكنة المطار في بيت هلل” شمال فلسطين المحتلة بـ40 صاروخ “غراد” رداً على مجازر العدو المتواصلة.
إلى ذلك أعلنت الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ 24 الماضية 8 مجازر في قطاع غزة، راح ضحيتها 76 شهيداً و110 جرحى.
وقالت الصحة في بيان: إن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم 145 على القطاع ارتفع إلى 29954 شهيداً، و70325 جريحاً، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.
في الأثناء، أعلن مستشفى العودة في مدينة جباليا شمال غزة توقف خدماته لنفاد الوقود والمستلزمات الطبية نتيجة منع الاحتلال الإسرائيلي إدخالهما إلى القطاع.
وقال مدير دائرة المراقبة والتقييم في المستشفى الدكتور محمد صالحة: إن التوقف الكامل للخدمات في المستشفى سيؤدي إلى حرمان الأهالي شمال القطاع من الخدمات الصحية الأساسية، محذراً من العواقب الكارثية لذلك وخاصة في ظل توقف جميع المستشفيات في الشمال عن الخدمة.
وناشد صالحة جميع المنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية الضغط على الاحتلال لتزويد المستشفى بالأدوية والمواد الاستهلاكية والمستلزمات الطبية والوقود.
وفي الضفة الغربية المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة قلقيلية وسط إطلاق الرصاص، ما أدى لإصابة شابين كما قامت باعتقال فلسطيني.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال 30 فلسطينياً، خلال اقتحامها بلدات زعترة وبيت ساحور وبيت فجار في بيت لحم ويطا في الخليل وعبوين وضاحية الريحان في رام الله.
سياسياً، أكدت خارجية السلطة الفلسطينية أن الطريق الوحيد لحماية المدنيين ومنع تهجيرهم يتمثل في إجبار “إسرائيل” على وقف حرب الإبادة التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني.
وأوضحت خارجية السلطة في بيان، أنه دون وقف العدوان على قطاع غزة فستبقى المطالبة بحماية المدنيين مضيعة للوقت على حساب الدم الفلسطيني، مبينة أن الفشل الدولي في وقف الحرب يرتقي إلى مستوى المشاركة في الجريمة، ويشكك في مصداقية النظام العالمي ورعايته للقانون الدولي، ويفتح الباب على مصراعيه لعنجهية القوة العسكرية وشريعة الغاب بديلاً للمبادئ والأخلاقيات الإنسانية التي يدعيها ليبقى الشعب الفلسطيني مع هذه الحالة ضحية مستمرة لهذا العقم الدولي ولجبروت الاحتلال.
دولياً، دعا المندوب الروسي الدائم لدى مجلس الأمن الدولي فاسيلي نيبينزيا إلى فرض عقوبات من مجلس الأمن الدولي ضد كل من يعرقل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وقال نيبينزيا خلال إحاطة بمجلس الأمن نقلتها سبوتنيك: إن “المذكرة الصادرة عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لا تترك أمام المجلس أي خيارات أخرى سوى مواصلة السعي إلى وقف إطلاق النار في القطاع لخلق ظروف عمل لازمة للعاملين في المجال الإنساني والطبي”، مؤكداً عزم بلاده السعي لتحقيق ذلك.
وأضاف نيبينزيا: إنه “يحق لمجلس الأمن النظر في فرض تدابير جزائية ضد أولئك الذين يعيقون وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وحان الوقت لاستخدامها”، موضحاً أن مشروع القرار البديل لمجلس الأمن بشأن الوضع في قطاع غزة الذي اقترحته الولايات المتحدة لا يحتوي على دعوة لوقف إطلاق النار، و”يهدف إلى توسيع الحماية الأممية للعملية الإسرائيلية في القطاع، هذا ليس حلاً بديلاً لكنه رخصة لقتل المدنيين الفلسطينيين، وهو ما تسعى الولايات المتحدة إلى إتاحته لإسرائيل لكنها تفعل ذلك هذه المرة عبر توقيعه من قبل مجلس الأمن الدولي”.
وشدد على أن الضرورة الأساسية الوحيدة لمنع المجاعة الجماعية في غزة تتلخص في وقف إطلاق النار العاجل، وامتثال “إسرائيل” للقانون الإنساني الدولي، لافتاً إلى أن جميع محاولات مجلس الأمن لاتخاذ مثل هذا القرار تم إحباطها من قبل الولايات المتحدة التي منعت بالفعل عدة قرارات لمجلس الأمن.
وحمل نيبينزيا واشنطن المسؤولية الكاملة عن العدد غير المسبوق من الضحايا المدنيين نتيجة لهذا التصعيد، والذي وصل بالفعل إلى 30 ألفاً وهذا هو ثمن الفيتو الأمريكي.