البورصات الأوروبية تحت الأزمة.. الشركات الكبرى تفضّل الأسواق الأميركية
البعث – وكالات
ترزح البورصات الأوروبية تحت أزمة، فأحجام التداول آخذة في التراجع والطروحات الأولية نادرة، وبعض أكبر شركاتها تفضّل إدراج أسهمها في الأسواق الأميركية، وفق ما ذكرت صحيفة “فايننشنال تايمز” البريطانية، ودفع هذا النشاط الباهت صنّاع السياسات الأوروبيين إلى التحرك لتنشيط أسواقهم المتعثرة من خلال حوافز مصمّمة لتعزيز الاستثمار في الشركات المحلية، وتشجيع الشركات على الإدراج في الداخل، لكن كثيراً من العقبات السياسية والمالية والثقافية تقف أمام هذه الطموحات التي أثبتت لسنوات أنها قوية للغاية، في الوقت الذي تنمو فيه السوق الأميركية بصورة غير مسبوقة.
وقبل الأزمة المالية، كان أداء أسواق الأسهم الرئيسية في الولايات المتحدة وأوروبا يتبع بعضها بعضاً بشكل وثيق، حتى لو تخلفت أوروبا عن وول ستريت، لكن منذ عام 2008 اتسعت الفجوة بشكل ملحوظ وبفضل ارتفاعات شركات التكنولوجيا الكبرى في وادي السليكون، اجتذب الصعود المتواصل للسوق الأميركية المزيد من الأموال من مديري الأصول وصناديق التقاعد في مختلف أنحاء العالم.
أسباب التراجع
ويرجع افتقار الأسواق الأوروبية للنشاط إلى أسباب متعدّدة، وفق الصحيفة، وقد كان الأداء الاقتصادي في المنطقة الأوروبية منذ الأزمة المالية في عام 2008 أكثر تباطؤاً بكثير من أداء الولايات المتحدة، وتفتقر أوروبا إلى شركات التكنولوجيا سريعة النمو التي غذّت الارتفاع الكبير في الأسهم الأميركية، في حين كان المستثمرون المحليون تاريخياً أكثر تجنباً للمخاطرة من نظرائهم الأميركيين، وأقل حرصاً على دعم الشركات الجديدة التي لم تحقق أرباحاً بعد، وفي الفترة نفسها برزت الصين والهند كأسواق رأسمالية ديناميكية، مع وجود مجموعة من الشركات الجديدة المسجلة محلياً، بحسب “فايننشال تايمز”.
ولفتت الصحيفة في معرض بياناتها إلى أن قيمة الشركات المدرجة في البورصة البريطانية “فوتسي 100” بلغت 2.56 تريليون دولار في أول آذار الجاري، في حين بلغت قيمة الشركات المدرجة في مؤشر داكس الألماني مجتمعة 1.98 تريليون دولار، وفي المقابل بلغت القيمة السوقية لشركة مايكروسوفت وحدها 3.09 تريليونات دولار، وسجّلت قيمة شركة إنفيديا 2.06 تريليون دولار.
وفي بريطانيا، واجهت صناديق التقاعد ضغوطاً من الجهات التنظيمية لتغطية التزاماتها بالاستثمار في السندات، وتراجعت حيازاتها من الأسهم المدرجة في بريطانيا بعد ذلك على مدى عقود، وفق الصحيفة وزادت استثمارات الأفراد خلال جائحة كوفيد-19 في الولايات المتحدة، في المقابل تفتقر أوروبا إلى ثقافة استثمار الأفراد.