مع تكثيف الدعوات.. مبادرات رمضانية لتنشيط الحالة الاقتصادية ومساعدة الناس
دمشق- البعث
على أبواب شهر رمضان المبارك وأمام واقع معيشي متواضع وحالة اقتصادية متردية عند معظم العائلات والأسر السورية، تبدو الاستعدادات للشهر الفضيل هذا العام محصورة في التقاط مبادرات اقتصادية تكرّرت بين فترة وأخرى على شكل مهرجانات تسوق وبضائع وسلع قدّمها الصناعيون السوريون بدعم من غرفة الصناعة تحت عنوان صنع في سورية، فكانت هذه المهرجانات الشهرية في أكثر من محافظة سورية محاولة لتنشيط الحالة الاقتصادية ودفع عجلة الاستهلاك، لما يتوفر فيها من عروض وأسعار مخفضة على بعض المنتجات، ورغم أن هذه البضائع وفرت إلى حدّ ما أسعاراً بدت مقبولة لبعض المستهلكين ليؤمنوا بعض احتياجاتهم من السلع التموينية والغذائية الضرورية للشهر القادم، إلا أن عائلات أخرى كانت تكتفي فقط بالضروريات، كما أوضح لنا أبو عماد الذي كان متواجداً في مهرجان التسوق في منطقة المزة، حيث قال: منذ سنوات لم تعد استعداداتنا كما جرت العادة لشهر رمضان، ولكن نكتفي أن نعيش كلّ يوم بيومه، مترقبين عودة انخفاض الأسعار وتحسّن الواقع المعيشي محاولين تأمين الحدّ الأدنى من متطلبات عائلاتنا واحتياجات منازلنا، ويبدو أننا لن نخرج عن هذه الحالة في الشهر الفضيل إلا باستقرار اقتصادي ومعيشي.
في المقابل يبدو حرص بعض الصناعيين والمنتجين على المشاركة في مهرجانات التسوق فرصة لإثبات وجودهم وجودة بضائعهم وتسويقها، والدفع بعجلة الاقتصاد باعتبارها تشكل نافذة تسويقية وترويجية لمنتجاتهم، كما أوضح لنا بعض الصناعيين الذين كان لهم مشاركات متنوعة في مهرجانات تسوق، مؤكدين أن الغرض من المشاركات تقديم أسعار منافسة لسعر السوق وبتخفيضات تتراوح بين 20 إلى 30% وقد تصل أحياناً إلى 50%، من خلال حسومات وعروض مختلفة، كأن تشتري قطعتين من مادة معينة وتحصل معها على ثالثة مجاناً، وبالتالي تنشيط حركة البيع وزيادة إقبال الاستهلاك على أبواب الشهر الفضيل، في المقابل توفر هذه المهرجانات بحسب مشاركين فيها فرصة للتسوق والحصول على معظم حاجياتهم خلال فترة المهرجان مستفيدين من العروض والحسومات المقدمة، إضافة إلى توفير الوقت كون معظم احتياجاتهم موجودة في مكان واحد.
لم تتوقف القفزات السعرية التي شهدتها سلع ومواد غذائية وتموينية أساسية كأسعار بعض الخضراوات والفاكهة، وأسعار بعض السلع التموينية التي تأرجحت بين ارتفاع وانخفاض أثقل كاهل المواطن، وتدريجياً، بدا الوضع يصبح متقبلاً وخفتت الأصوات التي كانت تدعو سابقاً للمقاطعة الاقتصادية لأنواع معينة من السلع للضغط على المحتكرين ودفعهم لتخفيض الأسعار في ظل الواقع الاقتصادي، هناك من يقول إن المقاطعة الناجحة تحتاج إلى إرادة جماعية وروح واحدة، وجهة منظمة قادرة على بثّ الرسائل وضمان الاستجابة لها من المقاطعين، فتحدّد مثلاً الأوقات والسلع التي ينبغي مقاطعتها والضغط من خلالها على الجهات المحتكرة لها، لتساهم في خلق ثقافة شعبية تصبح ذات تأثير واضح في العملية الاقتصادية وحركة السوق، وهناك رأي آخر يرى أن المقاطعة لا يمكن أن تحدث بحال من الأحوال لبضائع وسلع أساسية ويومية يحتاجها معظم الأفراد، وخاصة في بداية موسم رمضاني، ينحو فيه الكثير من السوريين للتموين وشراء الأطعمة والمأكولات، لكن هنا يبدو تساؤل أخير: لماذا ترتفع أسعار السلع في كل موسم رمضاني ومع كل حركة أو نشاط تشهده الأسواق، ألا يفترض المبدأ الاقتصادي والأخلاقي عكس ذلك أم أن لتجار الأزمات المستغلين حاجات الناس رأياً آخر؟!.