حسن حلبي: النّحت يتطوّر ببطء وأستلهم أعمالي من البيئة
البعث- نزار جمول
تذخر سورية بعدد كبير من النحاتين الذين جالوا بمنحوتاتهم داخلياً وخارجياً، ومنهم الفنان حسن حلبي “زيتونة أوغاريت” ابن محافظة اللاذقية الذي استطاع أن يطوّع الخشب والنحاس لتخرج من بين يديه ومن خياله الخصب الغني بالأفكار أعمالاً ستبقى راسخة في ذهن عشاق هذا الفن سنوات طويلة.
ويخلق حلبي من العدم تحفة، إذ إنّ عمق شخصيته انعكس على المنحوتات كخلق يحاكي قدرات الطبيعة التي يمكن أن تستغرق آلاف السنين ليتمّ تكوين مجسم، لكنه كان يضرب في مخيلته ويصبح حقيقة في أشهر قليلة من خلال خطوطه الانسيابية التي تتكوّن بدقة متناهية كمعيار مهمّ لعمله كنحات وبفلسفته النحتية التي تخصّه، حتى أن الضوء تماهى مع أعماله بخبرته الكبيرة وذاكرته البصرية العميقة.. إنه مشروع واضح بثبات في سرياليته ليعتنق مذهب اللاحدود واللا انتماء.
وأكد الفنان حلبي أن أعماله التي تنوعت بين النحاس والخشب بموضوعاتها الاجتماعية والوجدانية والنواميس الكونية وعبرت عن رؤيته للحياة والعلاقات الإنسانية شملت الأعمال الفراغية والكتل الكاملة وتنتمي لمدارس نحتية عدة، وعدّ أعماله ناتجة عن العمل المستمر، وهذا ما أدى إلى السهولة والسلاسة في إنتاج المنحوتات على الرغم من اختلاف الخامة، لكن الروح والشغف واحد والفرق الوحيد هو زمن الإنتاج المرتبط باختلاف الكتلة. ويبيّن حلبي أن التطور والتجدّد في عمله ضاهى النحت الأوربي مع وجود عقبات وأزمات مرت بها سورية، لذلك لا يزال النحت يتطور ببطء، موضحاً أنه يستلهم أعماله النحتية الخشبية من بيئته الساحلية، أما الأعمال النحاسية فستبقى فيروز وأغانيها الملهم الأكبر لها.
يُذكر أن الفنان حسن حلبي شارك بالعديد من المعارض داخل سورية، وانتقلت أعماله إلى دول عدة منها روسيا وتركيا وعموم دول أوروبا واليمن، وهو عضو نقابة الفنانين في اللاذقية، ومهندس ديكور ومسرح وله دراسات في الفنون التشكيلية منشورة بصحيفة “الوحدة” في اللاذقية.