ضعف الفاعلية الهجومية في الدوري ينذر بالخطر على كرتنا
ناصر النجار
الأرقام التي تسجلها مباريات الدوري الكروي الممتاز، إياباً، ما زالت خجولة على صعيد تسجيل الأهداف، وهي متعة كرة القدم ومصدر جمالها، ولو تابعنا الأرقام لوجدنا أنه تمّ تسجيل ثلاثة وثلاثين هدفاً في أربع وعشرين مباراة بنسبة تقارب الهدف ونصف الهدف في المباراة الواحدة، وقد انخفضت نسبة التسجيل عن المراحل المماثلة من الذهاب، حيث سجلت فرق الدوري في الذهاب أربعة وأربعين هدفاً بتراحغ أحد عشر هدفاً.
وعلى الصعيد الفردي، نجد غياباً تاماً للهدافين. وللأسف فإن من يتصدّر قائمة الهدافين لم يسجل أكثر من ستة أهداف وهو لاعب أهلي حلب أحمد الأحمد، وغاب هذا الهداف عن التسجيل منذ خمس مباريات، كما صام وصيفه عبد الرحمن بركات، مهاجم جبلة، عن التسجيل منذ ثماني مباريات، وله في خمس عشرة مباراة خمسة أهداف، ولا يختلف شريكاه في الأهداف الخمسة وهما عبد الله نجار من أهلي حلب ووائل الرفاعي من الوثبة عنه بشيء، فخمسة أهداف في خمس عشرة مباراة رقم ضعيف جداً.
وعلى صعيد آخر، غاب كبار الهدافين في المواسم السابقة عن منصات التسجيل، وهما محمد الواكد هداف فريق الجيش الذي سجل أربعة أهداف ومحمود البحر هداف الدوري السابق ومهاجم الفتوة لم يسجل إلا ثلاثة أهداف فقط!
الدوري في الموسم الحالي لم تقتصر أهدافه على المهاجمين، فتولّى التسجيل لاعبون من مختلف المراكز، منهم مدافعان أو لاعبان بخط الوسط، وكانت نسبة تسجيلهم للأهداف أكثر من المهاجمين. وعلى سبيل المثال، فإنه في الأسبوع المنصرم الذي شهد تسجيل تسعة أهداف نجد أن المسجلين مدافعان اثنان ومهاجمان اثنان وخمسة من لاعبي الوسط، وأحد المهاجمين سجل من ركلة جزاء!
المشكلة الرئيسية في العقم الهجومي وغياب الأهداف هي مشكلة عامة في الكرة السورية لكنها زادت عن الحدّ الطبيعي، وقد يكون مردّ ذلك إلى الأسلوب الدفاعي الذي تمارسه أغلب الفرق حرصاً على تحقيق نتيجة مرضية ولو بالتعادل السلبي، لذلك وجدنا أن نتيجة التعادل السلبي تكرّرت 12 مرة ونتيجة 1/صفر حدثت في 29 مباراة، وهذه الأرقام تشكل نصف مباريات الدوري التي أقيمت حتى الآن والبالغة تسعين مباراة.
ويمكن القول إن سبب ذلك يعود لأسلوب المدرّبين في طريقة إدارة المباريات، وقد يكون سوء أرض الملاعب سبباً في هذا العقم، وبالتالي فإن الحلول تكمن بمعالجة هذه الظاهرة عبر تغيير نمط اللعب، وعبر اكتشاف المواهب والخامات بفرق الفئات لنجد هدافين جدداً من الأجيال القادمة يساعدون في خدمة منتخبنا الوطني.