الصين ستبقى قوة للسلام والاستقرار والتقدم في العالم
بكين-سانا
أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يشكل وصمة عار على جبين الحضارة الإنسانية، مجدداً دعوات بكين إلى وقف فوري لإطلاق النار.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وانغ قوله في مؤتمر صحفي على هامش الدورة الثانية للمجلس الوطني الـ 14 لنواب الشعب الصيني: “إنها مأساة للبشرية ووصمة عار على جبين الحضارة.. حيث نشهد في القرن الحادي والعشرين مثل هذه الكارثة الإنسانية التي لا يمكن وقفها”.
وتابع: إن “الكارثة في غزة ذكرت العالم مرة أخرى بحقيقة أنه لم يعد بالإمكان تجاهل أن الأراضي الفلسطينية محتلة منذ فترة طويلة”، معرباً عن دعم بلاده للعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
ولفت إلى أنه وفي ظل البيئة الدولية المعقدة والمتقلبة، وفيما يواجه المجتمع البشري تحديات متعددة ستظل الصين قوة للسلام والاستقرار والتقدم في العالم، وستقف بحزم وقوة على الجانب الصحيح من التاريخ، وعلى جانب تقدم البشرية.
إلى ذلك اعتبر وزير الخارجية الصيني أن بلاده وروسيا وضعتا نموذجاً جديداً للعلاقات بين القوى الكبرى يختلف تماماً عن حقبة الحرب الباردة القديمة، مضيفاً: إن العلاقات الثنائية تقوم على أساس عدم الانحياز وعدم المواجهة وعدم الاستهداف لأطراف ثالثة.
وحول العلاقة مع الولايات المتحدة أكد وانغ أن الأخيرة تحاول دائماً إلقاء اللوم على الصين تحت أي ذريعة، مضيفاً: إن الأساليب المستخدمة لقمع الصين يتم تجديدها باستمرار، وقائمة العقوبات الأحادية يتم توسيعها بشكل متواصل.. والرغبة الأمريكية في تكديس اللوم تحت أي ذريعة وصلت إلى مستوى غير معقول.
وتابع: إن موقف الاتحاد الأوروبي أيضاً من الصين ليس واقعياً أو قابلاً للتنفيذ، مع تصاعد التوتر بين العملاقين الاقتصاديين بشأن التجارة والتكنولوجيا وقضايا أخرى.
وفي إشارة إلى تحديد الاتحاد الأوروبي لبكين على أنها شريك ومنافس وخصم مؤسسي اعتبر وانغ أن هذا الوضع الثلاثي ليس واقعياً أو قابلاً للتنفيذ، وقد تسبب في الواقع بتدخلات وعراقيل غير ضرورية أمام تطوير العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن بلاده ستتبنى على أساس تجريبي سياسة الإعفاء من التأشيرة لكل من سويسرا وأيرلندا وهنغاريا والنمسا وبلجيكا ولوكسمبورغ، وذلك اعتباراً من الـ 14 من الشهر الجاري، مضيفاً: نأمل أن تقدم المزيد من الدول أيضاً تسهيلات الحصول على التأشيرة للمواطنين الصينيين والعمل معنا لبناء شبكات المسار السريع للسفر عبر الحدود وتشجيع الاستئناف السريع لرحلات الركاب الجوية الدولية.
كذلك طالبت الصين الولايات المتحدة بالتوقف عن استخدام الفلبين كأداة لزعزعة الاستقرار في بحر الصين الجنوبي، كما دعت مانيلا إلى الكف عن كونها ألعوبة في يد واشنطن.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ في مؤتمر صحفي رداً على سؤال بشأن تصريحات غير لائقة أدلى بها الجانب الأمريكي بشأن المواجهة التي وقعت في الآونة الأخيرة بين السفن الصينية والفلبينية في بحر الصين الجنوبي: إن رنآي جياو هي جزء من جزر نانشا التي تتمتع الصين بسيادة لا تقبل الجدل عليها وعلى المياه المجاورة لها، مشدّدة على أن هذا أمر ثابت على مدار التاريخ الطويل ويتوافق مع القانون الدولي، ومن ذلك ميثاق الأمم المتحدة.
وأوضحت نينغ أن خفر السواحل الصيني اتخذ إجراءات إنفاذ القانون وفقاً للقوانين المرعية لمواجهة الانتهاك والتحركات الاستفزازية للسفن الفلبينية في جزيرة رنآي جياو، مضيفةً: إن الإجراءات الصينية مبرّرة وقانونية ومهنية ومنضبطة ولا تقبل أي لوم.
وقالت نينغ: إن وزارة الخارجية الأمريكية التي تتجاهل الحقيقة وتخلط بين الحق والباطل، هاجمت دون أساس الإجراءات المشروعة والقانونية التي اتخذتها الصين لحماية حقوقها، موضحةً أن الولايات المتحدة هدّدت الصين بشكل تعسفي من خلال اللجوء إلى معاهدة الدفاع المشترك بين الولايات المتحدة والفلبين، لتحريض الأخيرة ودعم أعمالها الاستفزازية، والصين من جانبها تعارض ذلك بشدة.
ولفتت نينغ إلى أن ما يسمى قرار التحكيم في بحر الصين الجنوبي الذي تعتبره الفلبين وحفنة من الدول معياراً إنما هو قرار يتعارض مع القانون الدولي ومنه اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، وهو غير قانوني ولاغٍ وباطل تماماً.