البعث أونلاينالصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

قيادة الحزب في ذكرى ثورة آذار: سورية بَنت صرحاً استقلالياً نوعياً

دمشق- البعث

أكدت القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي أن تاريخ سورية اتخذ، في الثامن من آذار 1963، منحىً يختلف نوعياً عما سبقه، ولكن هذا التاريخ لم يأت فجأة، وإنما كان نتيجة لتراكمات نضالية شعبية مستمرة منذ الاستقلال، بل وفي مرحلة الكفاح من أجل الاستقلال.

وأشارت القيادة في بيان لها بمناسبة الذكرى الواحدة والستين لثورة الثامن من آذار، التي نمر بها اليوم، إلى أن “البعث” عبّر عن المشاعر العروبية الراسخة لدى السوريين بأن الاستقلال ليس مجرد عَلَم وحدود ومقعد في الأمم المتحدة، وإنما هو استقلال الخيار والقرار. وهذا الاستقلال الحقيقي يبدو وجوده نادراً اليوم عند كثير من الدول النامية، بل وعند بعض الدول المتطورة كأوروبا التي يكبل يديها تسلط أمريكي شديد الوضوح بما يتعارض مع مصالحها الحقيقية في التعاون مع روسيا والصين والشرق عموماً.

ولفت البيان إلى أن أهم ما أنجزته ثورة آذار هو انتصارها على نفسها عبر نقد ذاتي فاعل تمثل في الإصلاح الكبير عام /1970/، عندما قامت الحركة التصحيحية بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد لروحه الرحمة ولذكراه الفخار، مؤكداً أن اليوم ونحن نسجل ذكرى آذار يعلم كل مراقب موضوعي أن الحرب غير المسبوقة في التاريخ المعاصر، التي شنّها أعداء الاستقلال مجتمعين علينا، هي دليل على أن سورية بَنت صرحاً استقلالياً نوعياً، وأن قوى الهيمنة والإرهاب والصهيونية شعرت بمخاطر هذا الصرح على مطامعها في المنطقة، وبخوف من أن يصبح مثالاً تقتدي به شعوب وأوطان متعدّدة.

وكما شعرت قوى الهيمنة بمخاطر “الانموذج الاستقلالي السوري”، شعر السوريون، شعباً وجيشاً وقائداً، بمستوى رفيع من الاعتزاز والثقة بالنفس دفعهم كي يواجهوا أعتى أنواع الحروب دون تردد، حيث كان قرار السوريين بالمواجهة مثالاً جديداً على قدرة هذا الشعب العظيم ومدرسته الكفاحية المتميزة، شعب متميز، وجيش متميز، وقائد متميز.

هذه هي مكونات المدرسة الكفاحية السورية، ولابد من تذكيركم أيها السوريون أنه عندما قررتم مواجهة ما لا يمكن لأحد أن يواجهه مثلکم کنتم طلیعیين في قراركم الذي انعكس على المستوى الإقليمي والعالمي، مبرهناً على ضرورة إنهاء نظام الهيمنة ذي القطب الأوحد.

وختم البيان إننا نُذكر في هذه المناسبة بما أكد عليه القائد الكبير بشار الأسد، الأمين العام لحزبنا، من أن الصعوبات والتضحيات ستعزز فينا الإصرار على المتابعة حتى النصر، وسنواجه أية مشاعر انهزامية يحاول الأعداء بثّها في نفوس بعض الضعفاء والمترددين.