“ثورة الثامن من آذار والوعي المتجدد” في محاضرة بطرطوس
طرطوس – لؤ ي تفاحة
بمناسبة ذكرى ثورة الثامن من آذار المجيدة، أقام فرع طرطوس للحزب ندوة حوارية بعنوان “ثورة الثامن من آذار والوعي المتجدد”، تحدث فيها الأديب غسان كامل ونوس عن بدايات الثورة التي جاءت بعد الانفصال المشؤوم، وما تلا ذلك من أحداث على الصعيد المحلي والعربي، ومنها إنطلاقة الثورة بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي، والتي شكلت مفصلاً مهماً في تاريخ الشعب العربي السوري، ونقطة مهمة لمرحلة جديدة من الاستقرار التي عاشتها سورية بعد سلسلة طويلة من الانقلابات، وغياب الدور المحوري التي تميزت بها سورية في مرحلة ما بعد الثورة، ولا سيما بعد قيام الحركة التصحيحية بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد.
وأشار المحاضر إلى مزايا الثورة المجيدة وما رافقها من وعي متعدد على أكثر من صعيد، مسهباً في الحديث عن أشكال وتفرعات هذا الوعي، ومنها الوعي القومي والوطني وكذلك المجتمعي، والفكري الذي يشكل أهم مضامين وعناوين هذا الوعي في كليته، نظراً لما يترتب عليه من إيمان وثقافة رسخت لمرحلة طويلة من الاستقرار في سورية.
ونوّه المحاضر بأهمية الإيمان بحقيقة الوحدة العربية وتنامي الشعور القومي رغم كل الإخفاقات والنكسات. فقد أسهم الشعور القومي بتعزيز إقامة أشكال من الوحدة العربية، وصولاً لمرحلة التضامن العربي الذي عمل القائد المؤسس على تحقيقه في أحلك الظروف التي مرت على الأمة العربية.
كما تحدث المحاضر عن أهمية وتجذر الوعي المحلي داخل صفوف الحزب، والعمل على بناء جيش عقائدي آمن بالوحدة العربية وقدم التضحيات الجسام لتحقيقها.
وتوقف المحاضر عند مرحلة التحديث والتطوير بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، وما استجد من أحداث تهدف لتطوير آلية العمل الحزبي، ومنها ما تشهده حياتنا الحزبية حالياً من انتخابات ولقاء الرفيق الأمين العام للحزب مع أعضاء اللجنة المركزية ورؤيته للمرحلة القادمة التي تتطلب المزيد من التحلي بالوعي المعرفي والفكري، وكذلك التحلي بالمسؤولية البعثية لما فيه مصلحة الشعب في المقام الأول والأخير، منوهاً بما تم التخطيط له، منذ عام 2011، لضرب الدور المحوري لسورية ومحاولة إسقاط آخر معقل للهوية الإيمانية للعروبة ونقطة الوصل لمحور المقاومة، مشيراً إلى أن العديد من المفكرين والأدباء العرب كانوا قد حذروا، منذ بداية الأحداث في سورية، من أن المخطط هو ضرب سورية من الداخل بهدف إلغاء هذا الدور، فكانت المعركة مركبة، حيث شكل الإعلام أحد أهم وأخطر الأدواتها ما أسهم بتغييب الحقيقة، واليوم يعترف العديد من الأدباء والسياسيين العرب قد بأن القيادة السورية ومعها جيشها وشعبها قد أسقطت كل المراهنات والخطط التي كانت تستهدف سورية.
وأعقب المحاضرة حوار هادئ وشفاف عن إنجازات ثورة البعث، وكذلك بعض الإخفاقات وضرورة معالجة الكثير من السلبيات التي استغلها الأعداء لتشوية الصورة الجميلة لما تحقق من منجزات على أكثر من صعيد.