“علقمة” غسان مارديني في “منوعات بلا حدود”
ملده شويكاني
من يكون علقمة؟.. علقمة الشخصية الكرتونية التي رسمها الفنان التشكيلي غسان مارديني بتحديدات الخط الأسود الدقيق لمعالم جسده النحيل، يحمل مؤونته المعلقة بعصاه الصغيرة فوق كتفه، ويمضي ليخترق الأسلاك الشائكة فهل نجح في مهمته.. هذا ما نعرفه من غسان مارديني في حديثه مع “البعث” حول سلسلة لوحاته عن علقمة التي ابتدعها وشغلت ركناً في معرضه “منوعات بلا حدود” الذي أقيم في قصر الثقافة في دوما، إذ أفرد جانباً خاصاً لتوثيق مراحل المقاومة الفلسطينية من الانتفاضة إلى طوفان الأقصى، فجسدها بلوحات عدة استمد بعضها من قصيدته التي تحاكي الوجع الفلسطيني، وعنوّنها بـ”طوفان الأقصى” واقتبس فيها من القرآن الكريم “حجارة من سجيل” من سورة الفيل “ترميهم بحجارة من سجيل”، يقول:
سجّل أيها التاريخ في سطور
من غزة إلى المريخ
أطفالها كطيور أبابيل
وأحجارهم على العدو كالسجيل
حجر يصد بندقية ليكون حامله شهيد
ليحمل ابنه علقمة المسيرة
الطفل الفلسطيني
وأوضح مارديني أنه دوّن بعض الكلمات على لوحة علقمة الأساسية “سافر علقمة إلى القمة، نجح وأكمل المهمة انتقاماً لأبيه وعمه”، وأن شخصية علقمة تحاكي أطفال فلسطين ومقاومتهم، وقد استوحى اسمه من العلقم ليتجرعه العدو: “أردتُ من خلاله إيصال رسالة أن الطفل الفلسطيني سيتابع المقاومة ويثأر لأجداده، ورسمتها بطريقة رمزية أكثر من إظهار الملامح كنوع من الإسكتشات”.
قذف الحجارة والزيتون
ثم توقفت معه عند لوحة الشجرة التي تقذف الحجارة فعقب: “تحمل الشجرة أحد أغصانها “الشعب” الذي يضع فيه أطفال فلسطين الحجارة بالمقلاع، لرمي العدو الصهيوني، وتوخيتُ عدم رسم الشخوص لرمزية استمرار المقاومة التي بدت أيضاً بالأسلاك الشائكة المقطعة وباللون الأحمر، وبدلالة حبات الزيتون.
الخيال والواقع
وتابع بأنه نوّع في لوحاته عامة من الواقعية إلى الرمزية إلى التجريدية والتعبيرية، فتضمن المعرض خمساً وعشرين لوحة ، بعضها عن المقاومة الفلسطينية، ناسجاً خطوط لوحاته بالدمج بين الواقع والخيال.
أما لوحاته الرومانسية مثل لوحة رقصة التانغو وتناغم خطوات العاشقين مع إيقاع حركة الرقصة على أنغام الغيتار ودلالات الثوب الأحمر، فأشار إلى أنها تضفي حالة من الفرح يخلقها الحب بتأثيرات الموسيقا اللونية على المتلقي، كذلك لوحاته التعبيرية المحمّلة برسائله المبطنة مثل لوحة الفيل وابنه الدغمل الموحية بقوة الارتباط العائلي وأصالة علاقاتنا الاجتماعية، إلى جانب لوحات الطبيعة الشفافة لاسيما التي تصوّر فصل الشتاء بإيحاءات جمالية للكوخ والثلج.
ويشارك غسان مارديني بالعديد من المعارض الجماعية ومعارض الجمعيات التراثية المتعلقة بالتراث الدمشقي المادي واللامادي، برسوماته عن عمارة دمشق القديمة باختياره مقاطع طولية للحارة ككل، أو من خلال مشاهد مجتزئة من البيت الدمشقي ومعالم الحارة ومدخل الجامع الأموي.