أوكرانيا تقاتل في السودان
تقرير إخباري
منذ الخامس عشر من نيسان الماضي، تتواصل اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني بقيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وبين قوّات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي” في مناطق متفرّقة في السودان، حيث يحاول كل من طرفي النزاع السيطرة على مقارٍّ حيويّة، بينها القصر الجمهوري، ومقرّ القيادة العامة للقوّات المسلّحة السودانية، وقيادة قوّات الدعم السريع وعدد من المطارات العسكريّة والمدنيّة.
ومع اقتراب الحرب في السودان من عامها الأول، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكيّة تقريراً أفادت فيه بأن القوّات الخاصّة الأوكرانية تشارك في العمليات العسكرية إلى جانب الجيش السوداني في حربه مع قوّات الدعم السريع، في إطار استراتيجية تهدف إلى تقويض العمليات العسكرية والاقتصادية الروسيّة في الخارج. وجعل الحرب أكثر تكلفة بالنسبة لموسكو.
وذكرت الصحيفة أنّ “قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، عندما وجد نفسه محاصراً من قبل قوّات الدّعم السريع في الخرطوم الصيف الماضي، اتصل بحليف غير متوقّع للمساعدة وهو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي”.
ووفق ما أوردته الصحيفة، فإنّ البرهان طلب المساعدة من زيلينسكي في اتصال هاتفي بعد أن قام السودان بتزويد أوكرانيا سرّاً بالأسلحة في عام ٢٠٢٢. وبعد أسابيع قليلة من الاتصال الهاتفي، هبطت القوّات الأوكرانية الخاصّة في السودان، وبدأت عمليات مطاردة قوّات الدعم السريع في العاصمة السودانية، حسب أقوال جنود أوكرانيين شاركوا في العمليّة.
وقدّمت الصحيفة تفاصيل عن مشاركة القوّات الأوكرانيّة في حرب السودان، فذكرت أنّ الدفعة الأولى من القوّات كان عددها قرابة المئة جندي، ينتمون إلى وحدة تيمور التابعة للاستخبارات العسكرية الأوكرانية ووصلوا السودان في منتصف شهر آب الماضي. أما بالنسبة إلى الإسناد والدعم بالسلاح، فقد أشارت الصحيفة إلى أنّ القوّات الأوكرانية زوّدت حرّاس عبد الفتاح البرهان ببنادق رشاشة وكواتم صوت.
وقالت الصحيفة إنّ كييف أرسلت في الآونة الأخيرة شحنة من دقيق القمح إلى “بورتسودان” تسلمها الجيش السوداني.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ القوّات الأوكرانية بدأت في تدريب عناصر الجيش السوداني على بعض التكتيكات القتاليّة بما في ذلك الطائرات المسيّرة التي بفضلها تمكّن الجيش السوداني من السيطرة على جزء كبير من أم درمان.
وتحدّثت الصحيفة عن تخفّي القوّات الأوكرانية تحت جنح الظلام لكي لا يفتضح أمرها، وذكرت نقلاً عن ضابط أوكراني قال:” كانت الفرق الأوكرانية تنسحب دائماً إلى قاعدتها بحلول الصباح، خوفاً من لفت الانتباه”. وأضاف ” حتى لو أردنا القيام بشيء ما في أثناء النهار، فنحن مجموعة من الأشخاص البيض سيكتشف الجميع وجودنا”.
د.معن منيف سليمان